علي الحجي

انفلات المراهقين

السبت - 29 يوليو 2017

Sat - 29 Jul 2017

صدمنا قبل أيام بمقطع لمراهقين يطلقون النار بكثافة على أحد المنازل، ثم يكملونها على سيارة صاحب المنزل، في مشهد مروع تخلله ألفاظ نابية وأخرى فيها فخر ليس في مكانه، وخلال ساعات سررنا ونحن نجد خبر القبض على الفاعلين في عدة محافظات، واتضح أنهم مطلوبون أمنيا في قضايا أخرى .

هذا المشهد هو امتداد لانفلات بعض المراهقين في الفترة الأخيرة ولعل آخرها قتل مراهق لشخص آخر لا يعرفه فقط لأنه استخدم منبه السيارة لتنبيهه أن الإشارة خضراء وهو متوقف، ليترجل من سيارته وينهال عليه بوابل من الرصاص.

هذه المشاهد المتكررة والشاذة في مجتمعنا، لا تتواكب مع التوجه الاجتماعي الحالي نحو الحداثة والنظام، فما الذي يحدث.

هناك متغيرات اجتماعية متعددة، وليس هنا مجال حصرها أسهمت في تأجيج التهور والانفلات وتحويل قيم كالفخر إلى هياط ثم انفلات أعمى ، من هذه المتغيرات الشيلات التي انتشرت أخيرا، ولا يكاد يخلو مكان تفحيط أو انفلات مراهقين من وجودها في خلفية المشهد، فقد مسخت روح الفن الذي يكسو الفرد بحالة من السكينة والحلم وحولته إلى ثور هائج دون مكابح، ونحن في حاجة إلى دراسة أثرها في تأجيج براكين العدوان والانفلات، خاصة مع اقترانها بالجهل والتهور وتعزيز القيم السلبية للانتماء القبلي.

متغير آخر هو الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي كسناب شات كمنصة لإظهار هذا الانفلات وتشجيعه، وهنا لا بد من كلمة للجهات الرقابية لتفعيل دورها الرقابي والقانوني، أولا بإيجاد قوانين أو تفعيلها إن وجدت بحق كل من يستخدم هذه المنصات في التأليب على الانفلات والعدوان تجاه الأشخاص أو الجماعات، ثم القيام بدور الادعاء العام تجاه المخالفين للحد من هذه التجاوزات .

ختاما: لا بد من وأد الظواهر السلبية في مهدها قبل أن تنتشر وتتحول لثقافة يصعب حينها بترها.