أحمد صالح حلبي

لماذا غيبت مؤسسات الطوافة؟

السبت - 29 يوليو 2017

Sat - 29 Jul 2017

لا أعرف سببا لغياب مؤسسات الطوافة ومكتب الزمازمة عن حضور فعاليات «التوجهات والأهداف والمستهدفات الرئيسية لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن»، التي انطلقت بفندق هيلتون بمحافظة جدة في الخامس عشر من شهر شوال الحالي، واستمرت حتى الثالث من شهر ذي القعدة المقبل، بمشاركة عدة جهات خدمية مرتبطة بعلاقة عمل مع ضيوف الرحمن.



وسواء كان المشاركون من القريبين بخدمات الحجاج أو البعيدين عنه فإن مؤسسات الطوافة ومكتب الزمازمة الموحد التي ينبغي أن تكون من أولى الجهات المشاركة، لم نر لها وجودا بين المشاركين رغم ارتباطهم المباشر مع ضيوف الرحمن، ولا نعرف أسباب استبعادهم في حين وجدنا حضور مؤسسات وجمعيات خيرية.



فلماذا غيبت مؤسسات الطوافة؟

قد يرى البعض أن لوزارة الحج والعمرة دورا في إبعاد مؤسسات الطوافة عن هذا المشهد، وهذا أمر مستبعد، فالوزارة حينما أطلقت العام الماضي حزمة من مبادراتها الاستراتيجية أشركت مؤسسات الطوافة فيها، وكان من أبرز تلك المبادرات:

(1) تأسيس مركز التحكم والمراقبة الالكترونية في وزارة الحج والعمرة، بهدف ربط مراكز خدمات الحجاج والمعتمرين بصناع القرار، وزيادة التنسيق بين أطراف منظومة الحج والعمرة، وإتاحة لوحة التحكم لكافة الجهات الحكومية.

(2) إطلاق مشروع الأسورة الالكترونية، وتم تطبيقها على الحجاج بدءا من موسم حج عام 1437 بهدف مساعدة الحجاج وتقديم الدعم اللازم لهم، وإتاحة كافة معلومات وبيانات الأسورة الالكترونية لكافة الجهات الحكومية في منظومة الحج والعمرة.

(3) توسيع التنسيق مع القطاع الخاص، والهيئة التنسيقية ومؤسسات الطوافة، للاستعداد لتطبيق رؤية المملكة 2030 للنهوض بخدمات واقتصاديات الحج والعمرة.

(4) إطلاق مبادرة المسار الالكتروني للحجاج، لحماية حقوق الحاج، وتسهيل وتسريع آلية الحصول على تأشيرات الحج الكترونيا، وتحقيق مبدأ العدالة في الحج للراغبين فيه، وتكريس مبدأ الشفافية في قطاع الحج والعمرة.



وغيرها من المبادرات، التي شاركت فيها مؤسسات الطوافة بجانب مكتب الوكلاء الموحد والمؤسسة الأهلية للأدلاء ومكتب الزمازمة الموحد، فلماذا غيبوا ولم نر أو نسمع عن تواجد أي منهم؟

إن علاقة وزارة الحج والعمرة مرتبطة بهذه المؤسسات والمكاتب ويصعب أن يتخلى أي منهما عن الآخر، فلماذا تخلت الوزارة عنهم؟



إن كانت الوزارة تسعى للعمل على رفع الطاقة الاستيعابية لموسم الحج ليتواكب مع رؤية 2030، فإن الضرورة تقتضي تواجد مؤسسات الطوافة بكل ملتقى يتناول خدمات الحجاج، إذ كيف يمكن للبعيد عن مجال خدمات الحجاج أن يطرح رؤية أو فكرة لتقديم خدمة وهو غير ملم بمستويات الحجاج الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ؟



وخير من يوضح المعلومات ويظهر الحقائق ويجيب عن التساؤلات هم مسؤولو مؤسسات الطوافة، فخبراتهم العملية وارتباطهم المباشر بالحجاج أوجد معلومات غزيرة عن كل جنسية من جنسيات الحجاج.



وتطوير خدمات الحجاج وتحويلها إلى صناعة، وإن كانت تحتاج إلى تطوير وتنظيم وتخطيط، فإنها بحاجة إلى من يوضح الحقائق بمعلومات صحيحة وواضحة، لا أن ننتظر معلومات تأتي، ونهجر المعلومات التي نمتلكها.



فمتى نالت مؤسسات الطوافة حقها الطبيعي بين الكيانات الأخرى؟



[email protected]