فجوة

السبت - 29 يوليو 2017

Sat - 29 Jul 2017

أقرت حصة الرياضة للبنات ابتداء من العام الدراسي القادم، وهي قضية طال النقاش فيها وتشعب كالعادة، وتخندق كل فريق شاهرا كل ما يملك من أسلحة فكرية للدفاع عن معسكره (مع أو ضد) فأصبحنا بين فريقين يمسك كل واحد منهما بطرف الخيط شدا وجذبا، ويحاول كسب قضايا ومؤيدين جدد بغض النظر عن الطبيعة الخلافية في الأمور غير القطعية.

وأصبح المستفيد من المنتج (ماديا أو فكريا) آخر من يستشار ولا يستطيع أن يضع حرفا أو يدلي بدلوه في بئر تلاقح الأفكار دون أن يجد من هذين الفريقين من يشده أو يحاول فرض أجندته عليه!

طال هذا التجاذب حتى الخدمات التي يرجى من ورائها نفع للمجتمع فيما لو نوقشت بعيدا عن أجندة هؤلاء وأولئك.

لا نشك أبدا في فائدة الرياضة الحركية للجنسين، لكننا وبطبيعتنا المستعجلة (إلا من رحم ربك وقليل ما هم) لا نعطي القضية حقها من النقاش العلمي (بعيدا عن الحسابات الخاصة للمتخندق) الذي يأخذ في الاعتبار أن التغيير بصفة عامة له معارضوه، ومؤيدوه (كل حسبما يرى من مصالح ومفاسد).

ليكن هناك صلة بين متخذ القرار في وزارتنا العتيقة (وكذلك بقية الوزارات) والمستفيد أو المستهدف من هذا القرار حتى يكون هناك تآلف وتقبل نسبي بين المستفيد وصاحب القرار، وبناء هذه الصلة عن طريق ورش العمل للطلاب والطالبات وأولياء الأمور وأصحاب الرأي الموثوق بهم (ليس من بينهم أحد ممن ذكروا أعلاه) حتى نهيئ أرضية مناسبة لتطبيق القرار والاستفادة منه بشكل تربوي واقتصادي.

أما وقد اتخذ القرار فالواجب هو المتابعة الواعية غير المتحيزة لمتطلبات التطبيق من حيث ضبط المعنيين بالقرار نظاميا وبما يتوافق مع الثوابت التي أقيمت عليها بلاد الحرمين، وألا يكون وسيلة لما بعده من أمور يكون ضررها الأخلاقي والسلوكي أكبر من الفائدة المرجوة منها.

الأكثر قراءة