نصف المجتمع.. كل المجتمع

الجمعة - 28 يوليو 2017

Fri - 28 Jul 2017

(كل بعقله راض) نعم.. هذا المثل صحيح مئة بالمئة، فكل شخص في الغالب يرى أنه على حق وأن غيره مخطئ، ويشعر أنه يفعل الشيء الصحيح، بينما غيره لا، ويعتقد أن رد فعله طبيعي وغيره مبالغ فيه!

الأمهات في الغالب يرين أن طريقتهن في التربية هي المثالية، ويشعرن أنهن خبيرات في هذا المجال، وأنهن يفعلن ما يجب فعله على أكمل وجه، لكن هذا لا يعني أنهن باختلاف وجهات نظرهن لا يبحثن عن التطوير! فكل واحدة تطور نفسها بطريقتها. قمت بالاشتراك في ناد للقراءة لكنه متخصص في أمور التربية والأمومة، شدني الموضوع كثيرا وأكثر ما أعجبني فيه هو التخصص والتركيز. قبل اللقاء الأول لي معهن، سألت إن كان بإمكاني أن أحضر طفلتي معي حيث إني لن أتركها في المنزل مع الخادمة وهي صغيرة، فوجئت أن ذلك غير مسموح به، برغم أننا سنناقش أمور تربية أطفالنا، كان علينا أن نتركهم لنناقش موضوع اهتمامنا بهم! أليس من حرصنا عليهم أن نستمتع بمرافقتهم خصوصا في أمر متعلق بهم! وأعتقد أنه بالإمكان تهيئة المكان والجو المناسب لهم خصوصا لو كانوا رضعا. أعلم أن الكثيرين سيقولون ليش شرطا أن تتركيها عند الخادمة، اتركيها عند من تثقين به، لكن ماذا إن لم تسمح لي الظروف بذلك؟!

أردت أن أقول للمسؤولة عن تنسيق اللقاء إن إشراكنا لأطفالنا وتواجدهم معنا في لقاء يخصهم هو جزء من التربية السليمة لهم، لكني للأسف اكتفيت بقولي سأحاول الحضور في المرات القادمة.

قبل أن يعتقد أحد أني من أنصار جعل المرأة شمعة تحرق نفسها لتنير الطريق للآخرين أقول إنني من أشد مؤيدي موضوع (وقت الأم الخاص)، فالأم إن حصلت على وقت خاص لها ولو ربع ساعة في اليوم سينعكس ذلك على البيت والأسرة بكاملها، وقتها الخاص يعني وقتا هادئا ممتعا تفعل فيه ما تحب مثل شرب كوب من القهوة مع قراءة كتاب أو جلسة مع صديقاتها أو مشاهدة برنامج تحبه، والأمثلة كثيرة. وحديثي عن جلب طفلتي للقاء لا يتعارض مع هذا الأمر بتاتا. فهو نابع من حرصي عليها، وبالطبع ليس نهاية العالم أني لم أحضر، ولكنني أحببت أن أشارك في برنامج رائد ومميز ومفيد، قامت بتأسيسه سيدات سعوديات مثقفات، وأمهات واعيات حريصات على إنشاء جيل يكون رفعة لأمته ودينه ووطنه.

نعود إلى موضوع الوقت الخاص، ليس بالضرورة أن تكون الأم بمعزل عن المجتمع لتحصل على وقتها، فبإمكانها أن تفعل ذلك، بينما أطفالها في المدرسة أو نيام في الليل أو يلعبون أمامها وهي في جوها الخاص.

الأم الحنون والزوجة المحبة والمرأة القوية هي الصفات التي تجعل المجتمع سعيدا ومنتجا ومميزا. إذا صلحت المرأة التي هي نصف المجتمع سيصلح كل المجتمع.

أختم بقصة حصلت لي بداية أيام زواجي حين قابلت أستاذة في قسمي علم النفس وعلم الاجتماع في إحدى الجامعات الأسترالية، قالت لزوجي حين رأته وعلمت أننا متزوجان حديثا: (happy wife happy life) أي: زوجة سعيدة إذن حياة سعيدة، أعتقد أن هذا مثل شائع في اللغة الإنجليزية يقصد به: أسعد زوجتك تكن حياتك سعيدة، و(صح لسانها) على هذه الافتتاحية لحياتنا الزوجية.

الأكثر قراءة