المثقف الخنفشاري في الإعلام الخليجي
الأحد - 23 يوليو 2017
Sun - 23 Jul 2017
رصانة المثقف في أي زمن وأي مجتمع تنبع من مدى استنارة ذهنه وذوقه المهذب، ومدى ما يمتلكه من ملكة راقية في النقد والحكم على أحداث المجتمع، وقدرته على تحليلها بموضوعية بعيدا عن جوانب ومسببات التحزب الرجعية.
وإذا أردنا أن نميز المثقف الواعي من كومة الغث والسمين هذه الأيام، فكلمة مثقف في تعريفها الاصطلاحي تشمل وصف المثقف بقدرته على التحليل والنقد الاجتماعي لغرض المساهمة في تجاوز العوائق التي تقف أمام بلوغ نظام اجتماعي أفضل، ونظام أكثر إنسانية وأكثر عقلانية. قريبا من هذا الشأن حضرت فيلما سينمائيا الأسبوع الماضي «ايديوقراسي» تتلخص فكرته عن سفر أشخاص من زماننا الحاضر إلى المستقبل ليكتشفوا كم أن التقدم التكنولوجي والتحضر أسهما كثيرا في تخلف العقليات وزيادة الغباء؛ لأن العقول أصبحت متواكلة وخاملة لا تشتغل بالتفكير المتعمق لإيجاد الحلول.
وبالطبع حينما أتصفح الهاشتاقات فقط أو أفتح التلفاز على برامج حوارية سياسية عربية فإنني لا أجد نفسي بعيدا عن الغربة التي شعر بها بطلا الفيلم المسافران عبر الزمن. لا يعني تحول مجموعة من الإعلاميين لتسيد المشاهد الثقافية بكثرة مملة مزعجة أن يخولوا أنفسهم بأنهم المصدر المقدس للثقافة.
حزبية ممقوتة تسيطر على المشهد بشكل أثر على انعكاسات وقيم المجتمعات التي تحولت إلى مجتمعات طفولية فكريا، تثيرها النعرات والهمزات السطحية والسب واللطم والشتم، بينما يجدر بالمجتمع أن يعي مصالحه على الإطار الفردي كأهمية أولية. الأنكى من ذلك هو نظام تصفية الحسابات من خلال تحول بعض المثقفين الخليجيين إلى تجمعات حزبية، فأصبح هناك المثقف السعودي العروبي المناهض لوطنه زعما للموضوعية، خصوصا في قضية قطر! وأصبح هناك المثقف السعودي الوطني المناهض لثقافة الحوار والمحاججة لمثقف آخر يعارض بعض التشريعات الاجتماعية داخل البلد مثلا، وهناك المثقف القطري الكذوب المناهض لكل قيم المصداقية، وهناك المثقف القطري الأممي المناهض لفكرة القومية العربية والخليجية، وهكذا.
أنا لا أدعو ذلك المثقف السعودي إلى كيل الشتائم للمثقف القطري فهذه ليست الحجة الملجمة، ولا أدعو ذلك المثقف القطري لكيل الاتهامات للمثقف السعودي، فهذه أيضا ليست الغرابيل التي تغطي شمس الحقائق، فأمامنا علاقات دبلوماسية لم يكن قطعها سهلا، وأمامنا تشتت للبيت الخليجي ودخول حلفاء أغراب للبيت الخليجي من خلال النظام القطري العربي الأصيل!
كما أن احتقان المجتمعات بهذه السهولة التي نشهدها وإزاحتها للعقلانية خير دليل على تدهور القيمة الفنية للعقل المثقف، فالحالة مزرية مخزية أمام التاريخ، والبعد عن محور المفاوضة والنقاش الرئيسي لحساسيتها الحقيقية هو ما أثار النقع على صورة المثقف الذي ترتكز قيمته عبر التاريخ من خلال دوره كناقد ومساهم في تجاوز العوائق التي تعرقل نمو المجتمع بصورة أكثر إنسانية وعقلانية.
وإذا أردنا أن نميز المثقف الواعي من كومة الغث والسمين هذه الأيام، فكلمة مثقف في تعريفها الاصطلاحي تشمل وصف المثقف بقدرته على التحليل والنقد الاجتماعي لغرض المساهمة في تجاوز العوائق التي تقف أمام بلوغ نظام اجتماعي أفضل، ونظام أكثر إنسانية وأكثر عقلانية. قريبا من هذا الشأن حضرت فيلما سينمائيا الأسبوع الماضي «ايديوقراسي» تتلخص فكرته عن سفر أشخاص من زماننا الحاضر إلى المستقبل ليكتشفوا كم أن التقدم التكنولوجي والتحضر أسهما كثيرا في تخلف العقليات وزيادة الغباء؛ لأن العقول أصبحت متواكلة وخاملة لا تشتغل بالتفكير المتعمق لإيجاد الحلول.
وبالطبع حينما أتصفح الهاشتاقات فقط أو أفتح التلفاز على برامج حوارية سياسية عربية فإنني لا أجد نفسي بعيدا عن الغربة التي شعر بها بطلا الفيلم المسافران عبر الزمن. لا يعني تحول مجموعة من الإعلاميين لتسيد المشاهد الثقافية بكثرة مملة مزعجة أن يخولوا أنفسهم بأنهم المصدر المقدس للثقافة.
حزبية ممقوتة تسيطر على المشهد بشكل أثر على انعكاسات وقيم المجتمعات التي تحولت إلى مجتمعات طفولية فكريا، تثيرها النعرات والهمزات السطحية والسب واللطم والشتم، بينما يجدر بالمجتمع أن يعي مصالحه على الإطار الفردي كأهمية أولية. الأنكى من ذلك هو نظام تصفية الحسابات من خلال تحول بعض المثقفين الخليجيين إلى تجمعات حزبية، فأصبح هناك المثقف السعودي العروبي المناهض لوطنه زعما للموضوعية، خصوصا في قضية قطر! وأصبح هناك المثقف السعودي الوطني المناهض لثقافة الحوار والمحاججة لمثقف آخر يعارض بعض التشريعات الاجتماعية داخل البلد مثلا، وهناك المثقف القطري الكذوب المناهض لكل قيم المصداقية، وهناك المثقف القطري الأممي المناهض لفكرة القومية العربية والخليجية، وهكذا.
أنا لا أدعو ذلك المثقف السعودي إلى كيل الشتائم للمثقف القطري فهذه ليست الحجة الملجمة، ولا أدعو ذلك المثقف القطري لكيل الاتهامات للمثقف السعودي، فهذه أيضا ليست الغرابيل التي تغطي شمس الحقائق، فأمامنا علاقات دبلوماسية لم يكن قطعها سهلا، وأمامنا تشتت للبيت الخليجي ودخول حلفاء أغراب للبيت الخليجي من خلال النظام القطري العربي الأصيل!
كما أن احتقان المجتمعات بهذه السهولة التي نشهدها وإزاحتها للعقلانية خير دليل على تدهور القيمة الفنية للعقل المثقف، فالحالة مزرية مخزية أمام التاريخ، والبعد عن محور المفاوضة والنقاش الرئيسي لحساسيتها الحقيقية هو ما أثار النقع على صورة المثقف الذي ترتكز قيمته عبر التاريخ من خلال دوره كناقد ومساهم في تجاوز العوائق التي تعرقل نمو المجتمع بصورة أكثر إنسانية وعقلانية.