شاهر النهاري

ليل قطر.. متى غده؟

الخميس - 13 يوليو 2017

Thu - 13 Jul 2017

من يتابع الأحداث المتأزمة بين قطر والدول المقاطعة يشعر بأن ليل حكومة قطر حالك، ولا علامات على أنه سينجلي.



تسمع أخبار العالم بأسره فترى شيئا، وتتسمع لعقيرة الجزيرة فترى أوجه ظلمة من المماطلة الرعناء تطول وتتشعب.



قطر وعبر وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وقعت 11/‏7/‏2017م مع الولايات المتحدة الأمريكية على مذكرة تفاهم حول محاربة الإرهاب ومكافحة تمويله، خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى الدوحة، على جانب محاولات الأخير لحل الأزمة القطرية.

وبعد التوقيع يظهر آل ثاني يمطمط أطراف الليل على أعين الشعب القطري المغلوب على أمره، فيوجه كلامه إلى دول المقاطعة، بأن: توقيع المعاهدة جاء لتعزيز أواصر التفاهم بين قطر وأمريكا، وأنه لا علاقة له بالأزمة الدائرة حاليا، ثم يدعو كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر للانضمام إلى المذكرة الأمريكية القطرية!



ويظهر للعيان أن آل ثاني لا يعرف من الذي يلعب معه هذه المرة، فتوقيعه مع أمريكا سيظل قيدا أبديا ملزما، لن يتمكن من التملص منه.



تيلرسون وبكل دهاء سياسي أكد على كلام آل ثاني بأن: المذكرة القطرية الأمريكية ليست مرتبطة بالأزمة الحالية، فمكوناتها الأساسية كانت قد وضعت منذ سنة تقريبا، وأنها تتضمن ما مفاده أن البلدين يتحملان المسؤولية في التعاون ووقف تمويل الإرهاب.



والحقيقة أن تحمل المسؤولية الوارد هنا لا يعني القيام بنفس الأدوار.



ورغبة من الوزير القطري في تعميق أطراف ليل المراوغة اعتبر أن تسريب الاتفاقيتين السريتين اللتين كانت قطر قد وقعت عليهما في الرياض خطوة تعكس نهج دول المقاطعة، وتهدف إلى التأثير على الوساطة الكويتية، والجهود الأمريكية، كما رفض كافة الاتهامات بخرق قطر للاتفاقيتين، مؤكدا أن حكومته التزمت بجميع بنودهما، كل ذلك رغم تساؤله منذ بداية الأزمة، عن حقيقة تلك الأوراق، التي وقع عليها الشيخ تميم، وتشكيكه في وجودها أصلا؛ لكنه غضب كثيرا حينما نشرت، واصفا ذلك بأنه تصرف «يناسب الشركات التجارية، لا الدول».



ورغم وضوح الوثيقتين المسربتين إلا أنه يظل يكذب ويماطل ويبحث عن مخارج بأن اتفاقية الرياض اتفاقية جماعية، ولا تذكر قطر كدولة وحيدة يفرض عليها تنفيذ الاتفاق!



كل ذلك وأكثر ما جعل وزراء خارجية الدول الأربع، وقبل لقائهم مع نظيرهم الأمريكي تيلرسون في مدينة جدة الأربعاء الماضي يصدرون بيانا مشتركا يؤكدون فيه أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين واشنطن والدوحة جاءت نتيجة مطالب الدول الأربع المستمرة، وأنهم يعتبرونها خطوة غير كافية. وتأكيدهم: سنراقبها.



من يلوم دول المقاطعة بعدما عجزت عن تبديد ليل مماطلة قطر، وقد كانوا يعيدون بوضوح أن «نشاطات الدوحة في دعم الإرهاب يجب أن تتوقف نهائيا»، وأنه «لا يمكن الوثوق بأي التزام يصدر عنها دون ضوابط صارمة»، حيث إن «قطر دأبت على نقض كل الاتفاقات والالتزامات».

كما تؤكد دول المقاطعة أن «الإجراءات الحالية ضد قطر ستستمر حتى تنفيذها لكافة المطالب العادلة والمشروعة».



أمل عظيم ما زال يحدونا بأن تستمر دول المقاطعة على تماسكها، ووضوحها، وإصرارها على حل قضية الإرهاب جذريا، ودون مزيد من ظلمة ليل مماطلة قطرية لا صباح له.



Shaheralnahari@