شاهر النهاري

عدة أوجه لعملة قطر

الثلاثاء - 11 يوليو 2017

Tue - 11 Jul 2017

لو تمكنا من تخيل قذف قطر في الجو مثل قطعة العملة المعدنية، لعجزنا عن تخمين الوجه الذي سيظهر عاليا (نقش أو طرة).



وتلك واقعا معضلة حكومة دولة قطر، التي لا يمكن توقع شكل وجهها، ولا تخمين من هو الحاكم الفعلي فيها.



يقول البعض إن منظومة قناة الجزيرة هي الحاكم الحقيقي في قطر، منذ تأسيسها سنة 1996، كمنحة من أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، أتت متزامنة مع إغلاق القسم العربي لتلفاز هيئة الإذاعة البريطانية، ليصبح من يديرونها، يرسمون الخطط، ويحكمون، ويبحثون عن الخراب والتدمير والفتن خارج قطر، وتثبيت الأغطية السوداء على نوافذ أهل قطر، فلا يعودون يرون وجه العملة الفاضح لحالهم.



ويقول البعض إن الحاكم الحقيقي هو الشيخ المريض، حمد بن خليفة آل ثاني، المنقلب على حكم والده، والذي تنازل عن الكرسي لابنه صوريا، بهدف استمرار مقالبه تحت غطاء وجه الشباب، الذي أصبح مجرد صورة متبدلة، لا يمكن تخيل ثبوتها على وجه العملة سريع الدوران.



ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك، فيكون وجه العملة متمثلا بوزير الخارجية الأسبق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، مفرط الثقة في ذاته، والمدمن على حيل السياسة، والذي اضطر للعودة للأضواء في أزمة قطر الأخيرة وخلافها مع دول المقاطعة.



وكثيرا ما تتراءى ذقن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو المؤسسات الإسلامية المصرفية العالمية الدائم يوسف عبدالله القرضاوي، ومن يحيط به من أعضاء الإخوان المسلمين المسيطرين على قيادة قطر.



ونلمح مرات صورة عزمي بشارة المفكر والأكاديمي والناشط والكاتب الفلسطيني، حامل الجنسية الإسرائيلية، وقائد التجمع الوطني الديمقراطي ومؤسسه، والنائب السابق في الكنيست الإسرائيلي عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ومدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومن يزرعهم من (زلماته) في معظم زوايا قيادة قطر، لتنفيذ خططه، الجهنمية.



والصورة الأكثر ترددا على وجه العملة بعمامة عظيمة سوداء، تمتد على عرض الخليج العربي، وتكاد تغلق مضيق هرمز.



ويحكى عن صورة أوروبية أنيقة، تظهر، ولا تكاد، بين قدرة عظيمة على التخفي، تعود لعشرات السنين، وقبل أن تنكمش أطرافها، وتصبح الشمس تغرب عن بعض أطرافها.

وللأسف، فإن الشعب القطري الخليجي العربي الأصيل، هو وحده من لا يظهر على وجه العملة، رغم أمنيات بقائه في قلوب جيرانه من الخليجيين والعرب.



كل ذلك يفسر لنا لماذا لم تكن حكومة قطر جادة في مواجهة غضب أشقائها وجيرانها وأبناء عمومتها، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وكيف لم تهتم بهم، ولم تعط الوسيط الكويتي قيمة تذكر، وكيف ظلت تتعالى على الحدث، وتكذب في اختلاق أحداث تضامن العالم والمنظمات الدولية معها، رغم أن أحدا لم يحرك لها ساكنا، ومهما دفعت.

العملة القطرية تستمر أوجهها باللف والدوران، وبما سيسبب لها فقد الوعي الكامل.



@Shaheralnahari