عبدالله المزهر

قولوا لهم إنكم لا تريدون وجودهم!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 09 يوليو 2017

Sun - 09 Jul 2017

يحدث أحيانا أن تكذب، وهذا طبيعي وكل البشر يفعلون ذلك بشكل فردي أو جماعي. ثم يبدو في بعض الأحيان ومع كثرة ترديد الكذبة أن يبدأ من حولك في تصديقها، وهذه مشكلة لكنها ليست مشكلة كارثية. الكارثة الحقيقية هي حين تبدأ في تصديق كذبتك التي ألفتها بنفسك وتعلم قبل غيرك أن بينها وبين الحقيقة مفازات ووديانا سحيقة.



المجرمون القتلة الذين يروعون سكان القطيف بشكل عام والعوامية بشكل أدق هم «في الغالب» مجموعة من اللصوص وأصحاب السوابق. تم احتواؤهم من قبل جهة ما وأقنعتهم أنهم ثوار، وأن عليهم مواصلة عملهم في القتل والترويع ولكن بغطاء يبدو لمن يراه عن بعد حالما وثوريا ونبيلا. وأنهم طاقة يجب أن تستغل من أجل العمل الذي سينقذ كوكب الأرض من ظلم الحكومة السعودية، وهذه فكرة تم تكرارها بشكل ممنهج حتى دغدغت مشاعر آخرين فالتحقوا بالركب الذي لا يعلمون إلى أين يتجه.



كانوا يعلمون قبل غيرهم أنهم ليسوا كذلك، ويعلمون أن العمل الذي يقومون به لا يمكن توصيفه إلا بأنه جرائم في أي مكان في العالم. وأن الجرائم التي يرتكبونها لا يمكن أن تكون في صالح أهل المنطقة ولا سكانها. وأن ترويع الآمنين ليس عملا إصلاحيا. ثم بدا مع التكرار أنهم مقتنعون الآن في الكذبة التي اخترعوها.



ولا أعلم هل يعلم هؤلاء أن من يستخدمهم اليوم لتنفيذ أجنداته سيتخلى عنهم دون ثمن حين يغير مخططاته. وهل لديهم من الإدراك ما يجعلهم يشاهدون ما الذي فعله أشباههم الذين استخدموا من قبل ذات المصنع في كل الدول التي تواجدوا فيها.



وعلى أي حال..

الحلول الأمنية مهمة لكنها ليست كافية وحدها، ولا بد من رسالة واضحة من المواطنين الشيعة إلى هؤلاء مفادها أنه غير مرغوب في وجودهم، وأن أعمالهم إرهاب مستنكر قبيح. أما المواقف المائعة فإنها تبدو وكأنها رسائل تأييد، واختراع الأسماء «الناعمة» للجرائم الإرهابية القذرة ليس أكثر من تعاطف مبطن. وأنا مؤمن أن أهل المنطقة ليسوا كذلك، وأتمنى أن أرى ردة فعلهم المساوية لما يرتكب من جرائم باسمهم.



عبدالله المزهر

@agrni