عيدكم مبارك

الأربعاء - 05 يوليو 2017

Wed - 05 Jul 2017

نحن كمسلمين نتعبد بإقامة أعيادنا، فهي من صميم عقيدتنا الإسلامية السمحة، وتأتي بعد عبادات فرضها الله علينا، وعند انقضائها يكون العيد فسحة لنا بعد مشقة العبادة، لنمارس فيها مختلف المباحات.

إلا أننا لم نعد نشاهد تلك الفرحة بهذه الشعيرة، كما هو في سابق عهدها، ونتساءل: ما الذي تغير؟ هل هو نتاج التغير الثقافي للمجتمع، أم هو تفكك في المجتمع، أم ماذا يا ترى؟

نلاحظ تسابقا محموما طيلة الشهر الكريم لشراء مستلزمات العيد من ملابس وأثاث وغيره، وما إن يحل علينا العيد السعيد إلا ونحن قد نسينا أو تناسينا طقوسه وآدابه التي تربينا عليها، فلم يبق منها إلا صلاة (المشهد)، وبعدها يأتي النوم الذي يفسد حلاوة العيد ويضفي مرارة لا تعرف لحلوى العيد نكهة ولا طعما.

نتساءل: أين التزاور وصلة الرحم؟ أين اجتماع الأهالي في الأحياء؟ وأين يقع بيت الجدة والأسر الممتدة؟ لقد انتشرت ظاهرة السفر إلى الخارج، وبات الوطن يضيق بهم، تمرد على المألوف وتقاليد الآباء والأجداد، أين مكمن الخلل يا ترى؟ ولا سيما أننا نشاهد شبابنا ـ هداهم الله ـ في السنوات الأخيرة يتسابقون لإحياء بعض المناسبات وما يسمونها بأعياد الفالنتاين وأعياد الأم ونحوها، ولا أدري كيف تغيب عن أذهانهم أعظم الأعياد وأشرفها، حيث تتجلى فيها كل سمات الرقي المجتمعي، فالعيد عبادة لله وصلة رحم وفرحة مشروعة، يستطيع الإنسان ممارسة كل مظاهر أعياد العالم، فهو عيد شامل كامل، عيد للأم والزوجة والأبناء وكافة أطياف المجتمع، فلماذا يستبدل بغيره يا ترى، أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، ما لهم كيف يحكمون؟

ومن هذا المنطلق يتوجب على أهل الاختصاص من تربويين واجتماعيين ومشايخ وكل من يحمل هم أجيالنا القادمة، أن يحملوا لواء نشر الوعي بين كافة أطياف المجتمع، والأخذ بأيديهم للتعامل الأمثل مع هذه الشعيرة، واستثمارها في تقوية أواصر الألفة والمحبة، وإشباع النفس البشرية بما تحتاج إليه في مثل هذه المناسبات.

لا أريد إفساد أفراحكم ولكنه واقع يكتبه أبناؤكم.. وعيدكم مبارك.