أكذوبة السيادة!

الثلاثاء - 04 يوليو 2017

Tue - 04 Jul 2017

لأي دولة حقوق معتبرة لا يمكن تجاوزها بأي حال، ولا يمكن فرض منهجية ما على الدول إذا كانت تمس سيادتها، ومن الطبيعي أن ترفض تلك الدول إذا كانت المطالب ستجعلها في حيز الخنوع والانهزام وتمنعها من فرض أي رأي يعنيها، ولا جدال في هذا.

ولكن إذا كانت هناك مطالب مشتركة من دول الجوار لتلك الدولة من أجل حفظ أمن المنطقة ووضع الأنظمة للسيطرة على كل ما يخل بالسلام، فحتما فإن تلك المطالب لا تمس سيادة الدول، بل الواجب على كل دولة أن تدفع عن نفسها تهمة الإرهاب، ولا تدخل في بؤرة الشك ويشار إليها بأصابع الاتهام!

إن قائمة مطالب الدول الأربع التي طلب من قطر الموافقة عليها لم تمس سيادة قطر بأي حال، ولم تفرض عليها شروطا تمس شأنها الداخلي، أو منظومتها الاقتصادية، بل هي شروط أمنية لمكافحة الإرهاب وتجفيف ينابيعه ووقف الإمدادات إليه بأي شكل من الأشكال، وكان من المفترض أن تبدأ قطر بالقيام بمحاولات صادقة للوقوف ضد الإرهاب بكافة صوره قبل أن يطلب منها، ولكن بدلا من المصادقة على تلك المطالب واحترامها وإعلان الوقوف معها، لأنها تقف بقوة ضد كل أحلام العابثين في أمن الخليج، نرى قطر وإعلامها يقفون بكل ضراوة وبسالة ضد تلك المطالب، وكأن تلك المطالب فيها مساس بسيادة قطر واحترامها!

بدأ الترويج مؤخرا لأهزوجة جديدة هي أن المطالب تحاول القضاء على سيادة قطر، وهو كلام عار عن الصحة تماما، وأي سيادة تمس إذا كانت تلك المطالب في جوهرها هي لمحاربة الإرهاب الذي دمر المنطقة وعاث فيها فسادا وخرابا وفوضى!

وأي سيادة تمس إذا طلب من قطر إبعاد الأشخاص أصحاب الميول الحزبية والطائفية الذين لا هدف لهم إلا الوصول إلى سدة الحكم وإن مشوا على أشلاء الجميع؟

وأي سيادة تمس إذا كانت دول الخليج ترغب في أن تسير مسارا موحدا في طريق كفاح الأزمات التي تهدد أمن الخليج واطمئنانه!

المساس بالسيادة أكذوبة يراد منها تضليل الرأي العام، ومحاولات بائسة لإيقاف المقاطعة التي فرضتها الدول الأربع بعدما طفح الكيل ونفدت كل الوعود التي تلقتها من القيادة القطرية، وبالرغم من كل هذا ما زالت تلك الدول ترحب بقطر للعودة من جديد للوقوف صفا واحدا ضد كل الأطماع التي تريد أن تعصف بالمنطقة، ولكن بعد إظهار المواقف الصادقة من قطر تجاه دول الجوار.

الأكثر قراءة