ابتلاء
الثلاثاء - 04 يوليو 2017
Tue - 04 Jul 2017
يكون الجهل مقصورا، كالجهل بلغة أو بصنعة. ويكون مطلقا حينما يكون ضد الوعي، أي لا يفقه صاحبه شيئا. الجاهل قد ينتبه يوما ويستجيب بقدر ذكائه وهمته حتى يمسك بالأسباب ولا يدور في مكانه، فتتجلى أمامه الخصال والسبل السليمة. والمتحدث فيما لا يعلم، في السيارات مثلا، أو في التاريخ، قد يتوقف مستجيبا للملاحظات والتصويبات، وهذا من زينة الأدب الذي يجعل الجاهل مقبولا مستأنسا.
إذا كان المرء مع جهله فاقدا الأدب، فقد كل شيء وتشبث بكل شيء. ينشد خانة في سائر أوجه الحياة، يظن نفسه ذا حكمة وتصرف، فيتعدى ويعطل. لا يرعوي عن جدال فقيه وأديب وخبير، مجلجلا بين القاصي والداني. وإذا فسح له وسكت عنه انقلب جهولا، كابوسا وبلية، يؤمن ببلوغه شأنا ومكانة فيمن حوله، فيقتحم حرمات البيوت، ويتصدر المجالس، يتلقط الأسرار ويتسلط بعجائب آرائه، يقعد في كل صغيرة وكبيرة، وينال من شؤون وحقوق غيره، وليس له ذخيرة إلا الخلط والادعاء والغيبة والنفاق، والأيمان الغليظة، كطفل وضع أمام مجهار صوت وخلف مقود سيارة. لا تشهد منه كلاما مفيدا ولا صمتا محمودا، مهما تعاقبت العقود وابيضت الذوائب.
المبتلى بجهول مؤذ متطاول كهذا في شخص زميل أو صديق أو غيرهما، وسط أفراد يمعنون في الالتصاق به وتقصر سذاجتهم وكرامتهم عن نصرته بكفه وإقصائه، بل يبجلونه وينزهونه ادعاء حب أعمى، فليس للمبتلى العاقل الذي لا يجد لغة تواصل، ولا وعيا ولا فكاكا ولا خيرا، إلا الحوقلة والترجيع مع كل نفس للرابطة التي أوقعته مع ذاك وأولئك، وتمني الحياة بغير حال، مع الانعزال الجميل، حتى يحصل فرج من الله!
إذا كان المرء مع جهله فاقدا الأدب، فقد كل شيء وتشبث بكل شيء. ينشد خانة في سائر أوجه الحياة، يظن نفسه ذا حكمة وتصرف، فيتعدى ويعطل. لا يرعوي عن جدال فقيه وأديب وخبير، مجلجلا بين القاصي والداني. وإذا فسح له وسكت عنه انقلب جهولا، كابوسا وبلية، يؤمن ببلوغه شأنا ومكانة فيمن حوله، فيقتحم حرمات البيوت، ويتصدر المجالس، يتلقط الأسرار ويتسلط بعجائب آرائه، يقعد في كل صغيرة وكبيرة، وينال من شؤون وحقوق غيره، وليس له ذخيرة إلا الخلط والادعاء والغيبة والنفاق، والأيمان الغليظة، كطفل وضع أمام مجهار صوت وخلف مقود سيارة. لا تشهد منه كلاما مفيدا ولا صمتا محمودا، مهما تعاقبت العقود وابيضت الذوائب.
المبتلى بجهول مؤذ متطاول كهذا في شخص زميل أو صديق أو غيرهما، وسط أفراد يمعنون في الالتصاق به وتقصر سذاجتهم وكرامتهم عن نصرته بكفه وإقصائه، بل يبجلونه وينزهونه ادعاء حب أعمى، فليس للمبتلى العاقل الذي لا يجد لغة تواصل، ولا وعيا ولا فكاكا ولا خيرا، إلا الحوقلة والترجيع مع كل نفس للرابطة التي أوقعته مع ذاك وأولئك، وتمني الحياة بغير حال، مع الانعزال الجميل، حتى يحصل فرج من الله!