عبدالله المزهر

البهم التي كبرت!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأحد - 02 يوليو 2017

Sun - 02 Jul 2017

يقولون ليلى في العراق سعيدة، لأن داعش قد انتهت، وأنها ـ أي ليلى ـ صرحت لوكالات الأنباء أن الخليفة البغدادي العراقي كان هو السبب الأول في جنون قيس. وليلى تحب المبالغة قليلا، وذاك شأن كل المحبين. فلا قيس مجنون ولا البغدادي قادر على العبث بعقول العاشقين.



وكل ما في الأمر أن العاشق قيس وجد أن من صالحه ادعاء الجنون بعدما رأى أن العقل في هذا العصر جريمة يعاقب عليها القانون. وأن المجانين ربما يكونون وحدهم القادرين على النجاة مما يفعله العقلاء في هذا الكوكب والكائنات الحية التي تدب على وجهه المليء بآثار المتفجرات.



ولا أشك لوهلة أن قيسا وهو يراقب ويرى ليلي تشتمه في وسائل الإعلام وتتبرأ منه ومن جنونه قد حن كثيرا إلى ليلى الساذجة التي أحبها وأعاد ترديد أمنيته القديمة:



صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا

إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم



وأظنه هو الآخر يحمل البغدادي مسؤولية غواية ليلى، فالبغدادي الذي دخل الموصل وخرج منها دون أن يراه أحد إلا في خطبة وحيدة ربما كان سببا في غوايتها لأن الغموض مثير وجاذب لكثير من الخلق.



والمهم أن داعش وخليفتها قد ذهبا، ولكن عاذل قيس ما زال موجودا، وما زال في قريحته المزيد من «المنظمات» التي يستخدمها للوصول إلى قلب ليلى.

وعلى أي حال..



حين تكشف للناس من هو المتسبب الرئيسي في وجود داعش وأن الانتهاء منها كان أمرا سهلا وميسورا وممكنا سأله «الغاوون» لماذا لم تتركها منذ البداية وقد تسببت في كل هذا الدمار والخراب الذي طال حتى قلوب العاشقين كما صرحت ليلى لوكالات الأنباء، وكما نقلت المصادر المطلعة عن قيس؟ فأشاح بوجهه عنهم وهو يردد بصوت لا يكاد يسمع:



وقالوا لو تشاء سلوت عنها

فقلت لهم فإني لا أشاء



@agrni