هيا ننتهك المزيد من خصوصيتنا
الأحد - 02 يوليو 2017
Sun - 02 Jul 2017
زينب فتاة في بداية سن المراهقة. كانت أمنيتها التي لازمتها طويلا هي أن تملك غرفة لوحدها خاصة بها. وبعد مناوشات ومفاوضات مع أهلها حصلت زينب أخيرا على غرفتها المنفصلة لتعلن استقلالها وتتمتع بالخصوصية التي طالما حلمت بها. وما إن أغلقت زينب أبواب تلك الغرفة حتى بدأت بمشاركة أهلها وصديقاتها وزميلاتها تفاصيل حياتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. بتحركات زينب في الغرفة نعلم مكان السرير ودولاب الملابس والشباك والباب.
نعلم أيضا في أي درج تضع زينب مكياجها وعطورها من خلال «فقرة المشتريات» التي تشاركنا إياها كل مرة تذهب للسوق. نعلم أيضا مخبأ أشيائها الثمينة من ذهب ومجوهرات الذي فتحته ذات مرة لترينا هدية نجاحها من عمتها سناء. إننا نعلم كل شيء عن غرفة زينب لدرجة أننا إذا زرناها سنكون قادرين على تحديد المكان والبقعة التي تصور منه زينب سناباتها كل يوم في الغرفة.
بمشاركة زينب صديقاتها هذا الكم من المعلومات تخسر زينب معركتها في الحصول على الخصوصية في غرفتها المستقلة بعد استعمار السوشيال ميديا على حياتها. الطريف في الموضوع أن زينب ليست وحدها تحت هذا الاستعمار الجديد من نوعه. كثير منا مثل زينب! نشارك تفاصيل دقيقة من حياتنا لا تنتهك خصوصيتنا فحسب، وإنما تعرضنا أيضا للخطر. وكنت قد أظن أننا وصلنا لنقطة مخيفة جدا من انتهاك الخصوصية قبل عدة أشهر بوجود برامج مثل البرسكوب وانستقرام لايف تنقل للغير ما نفعله بالتو واللحظة، حتى ظهر تحديث سنابتشات الجديد الذي يقدم للغير مواقعنا بالتحديد في الخريطة وماذا نفعل! سواء كنا في السيارة أو نتسوق أو نستمع لأغانينا المفضلة أو حتى نائمين ينقل التحديث هذه المعلومات لقائمة طويلة عريضة من الأشخاص. هذه المعلومات قد نتساهل بإعطائها للغير غير أنه يترتب عليها كثير من المخاطر. فعلى سبيل المثال من خلال تحديد أوقات دخولنا وخروجنا للمنزل يمكن لمن يتربص بنا السطو عليه! أو ملاحقتنا من مكان لآخر ومعرفة تحركاتنا، خاصة وأن قائمة أصدقانا في هذه البرامج قد تضم أشخاصا لا تربطنا بهم علاقات قوية، أو يمكن أن تتعرض حسابات أصدقائنا للاختراق فنمكن شخصا من الغير معرفة تفاصيل لا تعنيه عن حياتنا.
السوشيال ميديا أصبح أداة جيدة لإبقاء العلاقات بيننا وبين الغير وتعلم المزيد عن الأشخاص الذين نحبهم أو لدينا الفضول لمعرفة نمط حياتهم. علاوة على أن كثيرا من الشركات اليوم باتت تتأكد من وجود الشخص المتقدم لوظيفة لديهم على السوشيال ميديا، حيث إن عدم تواجد الشخص فيها يدل على أن المتقدم شخص غريب الأطوار وغير طبيعي! لكن إقحام السوشيال ميديا في حياتنا بشكل يعطي للغير على طبق من ذهب معلومات دقيقة عن أماكن وساعات تواجدنا في ذلك المكان أمر يتعارض مع سلامتنا، علاوة على انتهاكه لخصوصياتنا. إننا بمشاركة الغير مثل هذه المعلومات كأننا نقول هيا ننتهك المزيد من خصوصيتنا!
نعلم أيضا في أي درج تضع زينب مكياجها وعطورها من خلال «فقرة المشتريات» التي تشاركنا إياها كل مرة تذهب للسوق. نعلم أيضا مخبأ أشيائها الثمينة من ذهب ومجوهرات الذي فتحته ذات مرة لترينا هدية نجاحها من عمتها سناء. إننا نعلم كل شيء عن غرفة زينب لدرجة أننا إذا زرناها سنكون قادرين على تحديد المكان والبقعة التي تصور منه زينب سناباتها كل يوم في الغرفة.
بمشاركة زينب صديقاتها هذا الكم من المعلومات تخسر زينب معركتها في الحصول على الخصوصية في غرفتها المستقلة بعد استعمار السوشيال ميديا على حياتها. الطريف في الموضوع أن زينب ليست وحدها تحت هذا الاستعمار الجديد من نوعه. كثير منا مثل زينب! نشارك تفاصيل دقيقة من حياتنا لا تنتهك خصوصيتنا فحسب، وإنما تعرضنا أيضا للخطر. وكنت قد أظن أننا وصلنا لنقطة مخيفة جدا من انتهاك الخصوصية قبل عدة أشهر بوجود برامج مثل البرسكوب وانستقرام لايف تنقل للغير ما نفعله بالتو واللحظة، حتى ظهر تحديث سنابتشات الجديد الذي يقدم للغير مواقعنا بالتحديد في الخريطة وماذا نفعل! سواء كنا في السيارة أو نتسوق أو نستمع لأغانينا المفضلة أو حتى نائمين ينقل التحديث هذه المعلومات لقائمة طويلة عريضة من الأشخاص. هذه المعلومات قد نتساهل بإعطائها للغير غير أنه يترتب عليها كثير من المخاطر. فعلى سبيل المثال من خلال تحديد أوقات دخولنا وخروجنا للمنزل يمكن لمن يتربص بنا السطو عليه! أو ملاحقتنا من مكان لآخر ومعرفة تحركاتنا، خاصة وأن قائمة أصدقانا في هذه البرامج قد تضم أشخاصا لا تربطنا بهم علاقات قوية، أو يمكن أن تتعرض حسابات أصدقائنا للاختراق فنمكن شخصا من الغير معرفة تفاصيل لا تعنيه عن حياتنا.
السوشيال ميديا أصبح أداة جيدة لإبقاء العلاقات بيننا وبين الغير وتعلم المزيد عن الأشخاص الذين نحبهم أو لدينا الفضول لمعرفة نمط حياتهم. علاوة على أن كثيرا من الشركات اليوم باتت تتأكد من وجود الشخص المتقدم لوظيفة لديهم على السوشيال ميديا، حيث إن عدم تواجد الشخص فيها يدل على أن المتقدم شخص غريب الأطوار وغير طبيعي! لكن إقحام السوشيال ميديا في حياتنا بشكل يعطي للغير على طبق من ذهب معلومات دقيقة عن أماكن وساعات تواجدنا في ذلك المكان أمر يتعارض مع سلامتنا، علاوة على انتهاكه لخصوصياتنا. إننا بمشاركة الغير مثل هذه المعلومات كأننا نقول هيا ننتهك المزيد من خصوصيتنا!