حملات رمضان

الخميس - 15 يونيو 2017

Thu - 15 Jun 2017

أقيمت حملات رمضانية تحت مسمى « تفريج كربة» في محاولة لإطلاق أكبر عدد ممكن من سجناء الحق الخاص وفق ضوابط شديدة ومعايير دقيقة للغاية.

سؤال طرق أذني فور انتهاء أنجح وأجمل حملة في مسرح المفتاحة وسط مدينة أبها والتي أسفرت عن إطلاق جميع السجناء «254 سجينا» خلال 28 دقيقة فقط، ليقضوا ما تبقى من هذا الشهر الكريم، وأيام العيد مع أهلهم وذويهم، فقد أتاني السؤال فور خروجي من المسرح عن المقابل المادي الذي يحصل عليه النجوم، وفي مقدمتهم الفنان الإنسان فايز المالكي، الذي أعرفه ويشهد الله أن الجوانب المادية لم تكن ضمن محاور الترتيبات معه ومع بقية المشاهير، ولم أسمع ولم أعرف أنه تم دفع ريال واحد لأي طرف، فهل هذا يكفي أم لا تزال دوائر الشك تحوم ببشاعتها حول المعنيين؟.

السؤال الآخر والأكثر أهمية، هل تتحول هذه الحملات الرمضانية الخيرية الإنسانية إلى سوق رائجة لضعاف النفوس، بحيث يتفقون على مبالغ مالية كديون على شخص عاطل يضحون به بتقديم شكوى ضده، ومن ثم دخوله السجن لعل الحملة تشمله، إذا لم تشمله يتنازلون عن الدعوى بطريقة روتينية ويخرج للحياة؟.

هذه الحملات الرمضانية وفي شهر رمضان ستتحول إلى ظاهرة اجتماعية كبرى، ولذا فهي تحتاج للدراسة الدقيقة، ووضع ضوابط ومعايير يتولى تطبيقها أشخاص تبرأ بهم الذمة، وعندما يطمئن الموسرون على النقاء والإخلاص وصدق التوجه فسوف يبادرون بتطهير أموالهم بالزكاة والصدقة، وسيكون لدينا فائض بعد تفريج كربة من ضاقت بهم الحياة هم وأسرهم، خاصة وأن الملف يشمل المساجين الذين تعثرت خطواتهم في عروض التجارة عندما حاولوا البحث عن وسائل المعيشة المشروعة، أما المروجون والمهايطون فليس لهم مكان في الحملة والله خير الشاهدين.

همسة:

الشيء المؤلم أن بعض المفرج عنهم ذرف الدموع ليس فرحة بالخروج، بل صدمة الدخول على أسرته الفقيرة المعدمة بيد خالية لا تملك حتى قيمة الحلوى لإسعاد الأطفال بإطلالة العيد! نريد حلا.