شاهر النهاري

حكاياتنا الخليجية الرمضانية

الأربعاء - 14 يونيو 2017

Wed - 14 Jun 2017

كينونة دول الخليج مستمرة رغم تقلبات الظروف من حولنا، ورغم حوادث الدهر، ولكنها تنتهي دوما بوئام، حين يعيش الجميع في سعادة أبدية، ضمن تركيبة تاريخنا الخليجي، الذي نرويه في حكايات وفوازير رمضان من كل عام.



الحكايات ليست عبثية، ولا هي بالمرسومة، وكلما ضاقت في أوقات معينة، وجدنا الجميع يتفانون لإعادتها للإخاء.



والتباين أو الاختلاف بين مكونات دول الخليج لم يكن عامل تدمير، بل إن فوائده ملموسة، وحمايته أكيدة، كونه يعيدنا للمسار كلما اعتقدنا أن عقدنا اللؤلؤي قد انفرط.



التنوع يخلق التكامل، فوجود السعودية الشقيقة الكبرى بقلبها وحكمتها وقوتها، يجعلها الملاذ حين اشتداد الأزمات، وما أدل على ذلك من كارثة احتلال صدام لأرض الكويت، حيث لم تهن الأخت الكبرى، فعصبت رأسها، وعملت على كل الأصعدة، وبذلت، وضحت، حتى نعم الشعب الكويتي بحرية العودة المؤزرة إلى أرضه المسلوبة.



ودولة الكويت لم تكن بثقلها الدبلوماسي، إلا العقل الراجح، وصاحبة البال الطويل، فلا تقف أمامها مشكلة بين أعضاء الجسد الخليجي، إلا وتقوم بالوساطة، وتقريب وجهات النظر، ولها حكايات كثيرة، لعل من أهمها ما تقوم به حاليا من وساطة بين قطر، وإخوتها في مجلس التعاون الخليجي.



البحرين المملكة المسالمة تفتخر دوما بقربها والتصاقها وتوحد مصيرها مع شقيقتها الكريمة المحبة السعودية، وهي دوما تمثل صور الاحترام والثقة، فتوالي شقيقتها في السراء والضراء، مع توازن عقلاني بما توليه للآخرين

.

الإمارات العربية، تظهر دوما بأذرع قوية، وتقف مع الشقيقة الكبرى، وتهتم بالتفاصيل الأنيقة، وترنو للتطوير، والتقدم، ولها حضورها وتأثيرها وقيمتها عند بقية الأعضاء.



عمان الشقيق البعيد القريب، والذي يتأخر قليلا في قراراته، ولكنه في الغالب لا يعاند، ولا يعارض بشكل جذري، وسرعان ما يميل إلى مصلحة بقية الأشقاء الخليجيين، مهما كانت أموره ضبابية.



أما قطر فهي الشقيق الأصغر، الأرعن، والذي يفكر كثيرا في نزواته، ويبتعد عن خطوط مسارات أشقائه، ويحلم بما هو أكبر من حجمه، فيكون ذلك على حساب مصداقيته، ومما يؤثر على بقية المنظومة الخليجية، ولكنه في النهايات يثوب ويعود، بوساطات كويتية، وبمعرفة قيمة الشقيقة الكبرى، وبميزان البيت الخليجي، الذي يستمر قويا، مهما شذ الشقيق، ومهما طمع، ومهما وجد نفسه لعبة بين أيدي الأغراب، ممن يزينون له البعد عن أفراد أسرته، التي لا خير له ولا عز ولا بقاء دونهم.



تلك جماليات حكاياتنا الخليجية، والتي نسردها في سمرات ليالي رمضان، ونشعر أنها جزء من تركيبتنا، ومن تنوعنا الذي نجده يعيدنا في كل مرة للصواب، ويأخذنا معه لنقاط التلاقي والتقدم.



أمنياتنا ودعواتنا بأن لا يزول ذلك الإخاء، والذي قد يحتاج في بعض الحكايات، للصد، والقسوة، والتهديد، والكي، ولكن العقل يسود في النهايات، بطرق جماعية، تقاوم أي أجساد غريبة ممرضة، تحاول التغلغل بين الأعضاء، وقتل التكامل الجميل المتناغم، رغم الفروق المرئية.



تابعونا، فحكاياتنا الخليجية الرمضانية مستمرة، وما أجمل أن نغني جماعيا في عيدنا:

مصيرنا واحد، وشعبنا واحد

الله أكبر يا خليج ضمنا

أنا الخليجي، وافتخر إني خليجي

والخليج كله (طريجي)

تبارك يا خليجنا، تبارك بعز وهنا



@Shaheralnahari