رؤية نفسية لتداعيات قطر
الاثنين - 12 يونيو 2017
Mon - 12 Jun 2017
قامت المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج والعالم؛ باتخاذ قرار قطع العلاقات مع دولة قطر نتيجة تورطها بأعمال تسيء إلى استقرار المنطقة والعالم؛ وقد سبق هذا القرار محاولات عديدة لثني قطر عما تقوم به من أعمال؛ شملت الحوار والوساطات الدولية والاتفاقات البينية؛ ولكن قطر لم تلتزم بها وترى أنها دولة ذات سيادة تتصرف وفقا لما تمليه مصالحها حتى ولو كانت تسيء لجيرانها أو تتعارض مع الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت عليها؛ وعندما تقوم الدول المستهدفة باتخاذ الإجراءات الاحترازية لكف الأذى؛ يرى المسؤولون في قطر أن ما يتم اتخاذه من قرارات؛ فيه ظلم وتعد وأن هناك مؤامرة تحاك ضدها!
ويمكن تفسير تلك المشاعر في ضوء نظريات علم النفس كأحد أعراض اضطراب البارانويا أو ما يعرف بجنون العظمة الذي يتسم بمجانبة العقل والمنطق وتضخم الأنا وأخطاء تقدير الذات؛ وفي مراحل متقدمة يعاني المريض من ضلالات التفكير وتظهر الأفكار غير العقلانية في امتلاك قدرات ومقومات غير واقعية، ونتيجة لهذا التشوه المعرفي يرسم المريض صورة غير واقعية عن الذات؛ وتظهر مشاعر الاضطهاد عندما لا تتحقق الصورة المزيفة؛ ويفسر كل ما يعترض تحقيق أهدافه بأنه من كيد الأعداء.
ونتيجة لتقديرات الذات الخاطئة فإنه يستحيل تحقيقها على أرض الواقع؛ ما يجعل الإحساس بالاضطهاد شعورا متلازما مع من يعانون من جنون العظمة.
والمتتبع للشأن القطري؛ بعد انقلاب الابن الذي لم يعجب بسياسة أبيه؛ ويعتقد أنه خلق لمهمة أكبر من أن يكون أميرا على قطر؛ يلاحظ أن هناك جهودا حثيثة تبذل منذ عام 1995 لتحقيق تطلعات الرؤية الجديدة لقطر التي من أهم ملامحها التأثير العالمي والقيادة وامتلاك أدوات التغيير؛ إذ لا يمكن لشبه جزيرة صغيرة في الخليج العربي عدد سكانها قليل، وليس لها حدود برية سوى مع دولة عظمى في المنطقة؛ وفي ظل وجود دول قوية وشعوب موالية لحكوماتها؛ أن يتحقق حلم قطر الجديدة لتصبح قوة مؤثرة تفرض الهيمنة على العالم وتتحكم في مصيره؛ وكان لا بد من التفكير في الاستفادة من الظروف الإقليمية والدولية والقضايا المعاصرة وتسخير الإمكانات المادية في خلق مكانة لدولة قطر وتهيئة البيئة المناسبة لتحقيق التطلعات المستقبلية؛ وقد قامت قطر باستقطاب المعارضين وأرباب الفكر المتطرف والحاقدين على بلادهم والسماح لهم بممارسة أنشطتهم التحريضية ومنح من يثبت جدارته منهم الجنسية القطرية؛ في تغيير ديموغرافي مقصود وفق خطة لتشويه هوية القطري الأصيل الذي تم تحييده وإبعاده تماما عن المشهد وربط كل ما يحصل عليه من امتيازات بمدى بعده عن السياسة ومجريات الأمور في قطر.
ومن يعرف من هم الكتاب والإعلاميون والمستشارون وحتى العسكريون في قطر يدرك ذلك تماما؛ كما تقوم قطر بدعم الجماعات الإرهابية ذات البعد التوسعي كتنظيم الإخوان المسلمين؛ وتسعى لإثارة الفتن في دول المنطقة؛ وفق عمل ممنهج ومنظم فقد عملت على تأسيس أكاديميات وأطلقت برامج تدريبية لتعليم الناس كيف يقلبون أنظمة الحكم في بلدانهم؛ وكانت قطر داعما كبيرا لما عرف بالربيع العربي واستخدمت التأثير الإعلامي الموجه لتحقيق غاياته من خلال شبكة الجزيرة القطرية التي تتغنى بمبادئ الحرية والديمقراطية والرأي والرأي الآخر واحترام المواثيق والعهود وتتكلم عن كل شيء بحيادية سوى ما يحدث في قطر أو ما يرتبط بها.
ولعل التناول الأحادي لتحليل أحداث قطع العلاقات مع قطر وتسطيح قضايا مهمة كدعمها للإرهاب الدولي والجماعات المحظورة؛ وتقديم صورة مغلوطة عن واقع قطر كدولة مسالمة تتصرف بما يخدم مصالحها مثل غيرها من دول العالم؛ دون أن تشير الجزيرة إلى تعريف تلك المصالح ولمن تعود فائدتها ومدى تقاطع آلية تحقيقها مع مصالح الدول الأخرى؛ كما لم تقدم تعريفا لما تقوم به قطر من ممارسات التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والعمل على تقويض الاستقرار في السعودية والإمارات والبحرين ودعم الحركات الانفصالية والجماعات الإرهابية في العالم؛ وهل يعتبر ذلك من فرض الوصاية على الآخرين؟ أم هو حرية قطرية تستخدم لتنفيذ أجندة معينة؟ وأين ربط الأحداث الذي لا يغيب عن أي إعلامي مبتدئ من وجود أنباء عن حماية تركية لقطر واستعانة أمير قطر بقوة خاصة من عناصر الحرس الثوري الإيراني لحمايته شخصيا؛ وأين هم القطريون عن حماية أميرهم! أم هي حماية منهم!
وهنا أسئلة محددة ينبغي على القطري الأصيل أن يبحث عن إجابات عنها؛ هل قطر ذات سيادة؟ وممن تحمى قطر؟ هل من الدول التي تدافع عن مصلحة الأمة وتؤيد سيادة قطر العربية ومصلحة شعبها الحقيقي وتسعى لتحقيق الأمن والاستقرار العالميين؛ أو ممن يريد حماية مشروعه التوسعي عبر قطر من دول وتنظيمات؟ وفي النهاية من يحمي قطر من هؤلاء؟
ويمكن تفسير تلك المشاعر في ضوء نظريات علم النفس كأحد أعراض اضطراب البارانويا أو ما يعرف بجنون العظمة الذي يتسم بمجانبة العقل والمنطق وتضخم الأنا وأخطاء تقدير الذات؛ وفي مراحل متقدمة يعاني المريض من ضلالات التفكير وتظهر الأفكار غير العقلانية في امتلاك قدرات ومقومات غير واقعية، ونتيجة لهذا التشوه المعرفي يرسم المريض صورة غير واقعية عن الذات؛ وتظهر مشاعر الاضطهاد عندما لا تتحقق الصورة المزيفة؛ ويفسر كل ما يعترض تحقيق أهدافه بأنه من كيد الأعداء.
ونتيجة لتقديرات الذات الخاطئة فإنه يستحيل تحقيقها على أرض الواقع؛ ما يجعل الإحساس بالاضطهاد شعورا متلازما مع من يعانون من جنون العظمة.
والمتتبع للشأن القطري؛ بعد انقلاب الابن الذي لم يعجب بسياسة أبيه؛ ويعتقد أنه خلق لمهمة أكبر من أن يكون أميرا على قطر؛ يلاحظ أن هناك جهودا حثيثة تبذل منذ عام 1995 لتحقيق تطلعات الرؤية الجديدة لقطر التي من أهم ملامحها التأثير العالمي والقيادة وامتلاك أدوات التغيير؛ إذ لا يمكن لشبه جزيرة صغيرة في الخليج العربي عدد سكانها قليل، وليس لها حدود برية سوى مع دولة عظمى في المنطقة؛ وفي ظل وجود دول قوية وشعوب موالية لحكوماتها؛ أن يتحقق حلم قطر الجديدة لتصبح قوة مؤثرة تفرض الهيمنة على العالم وتتحكم في مصيره؛ وكان لا بد من التفكير في الاستفادة من الظروف الإقليمية والدولية والقضايا المعاصرة وتسخير الإمكانات المادية في خلق مكانة لدولة قطر وتهيئة البيئة المناسبة لتحقيق التطلعات المستقبلية؛ وقد قامت قطر باستقطاب المعارضين وأرباب الفكر المتطرف والحاقدين على بلادهم والسماح لهم بممارسة أنشطتهم التحريضية ومنح من يثبت جدارته منهم الجنسية القطرية؛ في تغيير ديموغرافي مقصود وفق خطة لتشويه هوية القطري الأصيل الذي تم تحييده وإبعاده تماما عن المشهد وربط كل ما يحصل عليه من امتيازات بمدى بعده عن السياسة ومجريات الأمور في قطر.
ومن يعرف من هم الكتاب والإعلاميون والمستشارون وحتى العسكريون في قطر يدرك ذلك تماما؛ كما تقوم قطر بدعم الجماعات الإرهابية ذات البعد التوسعي كتنظيم الإخوان المسلمين؛ وتسعى لإثارة الفتن في دول المنطقة؛ وفق عمل ممنهج ومنظم فقد عملت على تأسيس أكاديميات وأطلقت برامج تدريبية لتعليم الناس كيف يقلبون أنظمة الحكم في بلدانهم؛ وكانت قطر داعما كبيرا لما عرف بالربيع العربي واستخدمت التأثير الإعلامي الموجه لتحقيق غاياته من خلال شبكة الجزيرة القطرية التي تتغنى بمبادئ الحرية والديمقراطية والرأي والرأي الآخر واحترام المواثيق والعهود وتتكلم عن كل شيء بحيادية سوى ما يحدث في قطر أو ما يرتبط بها.
ولعل التناول الأحادي لتحليل أحداث قطع العلاقات مع قطر وتسطيح قضايا مهمة كدعمها للإرهاب الدولي والجماعات المحظورة؛ وتقديم صورة مغلوطة عن واقع قطر كدولة مسالمة تتصرف بما يخدم مصالحها مثل غيرها من دول العالم؛ دون أن تشير الجزيرة إلى تعريف تلك المصالح ولمن تعود فائدتها ومدى تقاطع آلية تحقيقها مع مصالح الدول الأخرى؛ كما لم تقدم تعريفا لما تقوم به قطر من ممارسات التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والعمل على تقويض الاستقرار في السعودية والإمارات والبحرين ودعم الحركات الانفصالية والجماعات الإرهابية في العالم؛ وهل يعتبر ذلك من فرض الوصاية على الآخرين؟ أم هو حرية قطرية تستخدم لتنفيذ أجندة معينة؟ وأين ربط الأحداث الذي لا يغيب عن أي إعلامي مبتدئ من وجود أنباء عن حماية تركية لقطر واستعانة أمير قطر بقوة خاصة من عناصر الحرس الثوري الإيراني لحمايته شخصيا؛ وأين هم القطريون عن حماية أميرهم! أم هي حماية منهم!
وهنا أسئلة محددة ينبغي على القطري الأصيل أن يبحث عن إجابات عنها؛ هل قطر ذات سيادة؟ وممن تحمى قطر؟ هل من الدول التي تدافع عن مصلحة الأمة وتؤيد سيادة قطر العربية ومصلحة شعبها الحقيقي وتسعى لتحقيق الأمن والاستقرار العالميين؛ أو ممن يريد حماية مشروعه التوسعي عبر قطر من دول وتنظيمات؟ وفي النهاية من يحمي قطر من هؤلاء؟