لا تسمع لهذا الداعية.. أو ذاك!
الثلاثاء - 06 يونيو 2017
Tue - 06 Jun 2017
هدفي من هذا المقال ليس التصادم بقدر ما هو توضيح رأي قد يخالف السائد، وأقول كما قال الدكتور الغذامي «هذا رأيي أعرضه ولا أفرضه».
اعتدت على تلقي التحذيرات من السماع لبعض الدعاة الذين يحملون أجندة خفية، أو من يعرضون معلومات تثير الفتنة، وقد حذرت من السماع لداعية في المرحلة الثانوية، وبعدها من آخر في مرحلتي الجامعية، والآن من داعية ثالث. وأنا هنا لا أبرئهم ولن أدافع عنهم، ولكن قضيتي قضية مختلفة تماما.
رغم كل تلك التحذيرات، إلا أني تمردت وسمعت لكل هؤلاء متجردا من كل الآراء المعارضة، قررت التمرد لأن العقل الذي رزقني الله إياه سيحاسبني به وحدي فلم أرض أن أسلمه لغيري، فعلت ذلك بعد استنباطي لدرس استفدته من أحد الصحابة الكبار رضوان الله عليهم. والقصة منسوبة للصحابي الطفيل بن عمرو الذي قدم إلى مكة من دوس بعد سبع سنوات من بعثة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقالوا له بعض سادة قريش «هذا الرجل (يقصدون محمد صلى الله عليه وسلم) قد أعضل بنا وفرق جماعتنا وشتت أمرنا وإنما قوله كالسحر فلا تكلمنه ولا تسمعن منه شيئا»، فحشا أذنيه كرسفا لكيلا يسمع له، ولكن أراد الله أن يسمعه قول نبيه صلى الله عليه وسلم فاستحسن ما سمع منه واعتنق الإسلام، فرغم تحذيرات سادة قريش، إلا أنهم لم يتمكنوا من إيقاف رسالة رسول الله، مع فارق التشبيه، فمهما تحدث هذا الداعية أو غيره، لا يمكننا قمعهم، فللجميع حق الكلام، ولنا حق القبول أو الرفض والرد، فإن كان ما لدى هذا الداعية مخالف، فالفكرة تناقش بفكرة أخرى، والمعلومة تصحح بدليل أوضح، وعلى المتلقي استخدام ما ميزه الله به عن باقي الخلق لتمييز الصواب من الخطأ، أما القمع فهو علاج موقت، ففي كل الأحوال سيبقى الحق وسيفنى الباطل، ألم يقل الله تعالى (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
كذلك علينا الإدراك بأن البشر ليسوا قطيعا يوجهون حسب أهواء وقناعات الغير، فالله لن يحاسبنا جماعات، بل سيحاسبنا فرادى. ومن هذا المنطلق، علينا استبدال عبارة «لا تسمع للداعية فلان» بعبارة «اسمع له ولغيره ولكن استخدم عقلك»، وفي النهاية، لا يهمني من هو ذلك الداعية ولا تهمني نواياه، فدوري سماع كلامه، لا الحكم على شخصه.
قفلة:
يقول الرئيس الأمريكي السابق روزفلت «العقول العظيمة تناقش الأفكار، والعقول السائدة تناقش الأحداث، والعقول البسيطة تناقش الأشخاص». فاللهم ارزقني عقلا عظيما متحررا مدركا يميز الخير من الشر.
اعتدت على تلقي التحذيرات من السماع لبعض الدعاة الذين يحملون أجندة خفية، أو من يعرضون معلومات تثير الفتنة، وقد حذرت من السماع لداعية في المرحلة الثانوية، وبعدها من آخر في مرحلتي الجامعية، والآن من داعية ثالث. وأنا هنا لا أبرئهم ولن أدافع عنهم، ولكن قضيتي قضية مختلفة تماما.
رغم كل تلك التحذيرات، إلا أني تمردت وسمعت لكل هؤلاء متجردا من كل الآراء المعارضة، قررت التمرد لأن العقل الذي رزقني الله إياه سيحاسبني به وحدي فلم أرض أن أسلمه لغيري، فعلت ذلك بعد استنباطي لدرس استفدته من أحد الصحابة الكبار رضوان الله عليهم. والقصة منسوبة للصحابي الطفيل بن عمرو الذي قدم إلى مكة من دوس بعد سبع سنوات من بعثة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقالوا له بعض سادة قريش «هذا الرجل (يقصدون محمد صلى الله عليه وسلم) قد أعضل بنا وفرق جماعتنا وشتت أمرنا وإنما قوله كالسحر فلا تكلمنه ولا تسمعن منه شيئا»، فحشا أذنيه كرسفا لكيلا يسمع له، ولكن أراد الله أن يسمعه قول نبيه صلى الله عليه وسلم فاستحسن ما سمع منه واعتنق الإسلام، فرغم تحذيرات سادة قريش، إلا أنهم لم يتمكنوا من إيقاف رسالة رسول الله، مع فارق التشبيه، فمهما تحدث هذا الداعية أو غيره، لا يمكننا قمعهم، فللجميع حق الكلام، ولنا حق القبول أو الرفض والرد، فإن كان ما لدى هذا الداعية مخالف، فالفكرة تناقش بفكرة أخرى، والمعلومة تصحح بدليل أوضح، وعلى المتلقي استخدام ما ميزه الله به عن باقي الخلق لتمييز الصواب من الخطأ، أما القمع فهو علاج موقت، ففي كل الأحوال سيبقى الحق وسيفنى الباطل، ألم يقل الله تعالى (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
كذلك علينا الإدراك بأن البشر ليسوا قطيعا يوجهون حسب أهواء وقناعات الغير، فالله لن يحاسبنا جماعات، بل سيحاسبنا فرادى. ومن هذا المنطلق، علينا استبدال عبارة «لا تسمع للداعية فلان» بعبارة «اسمع له ولغيره ولكن استخدم عقلك»، وفي النهاية، لا يهمني من هو ذلك الداعية ولا تهمني نواياه، فدوري سماع كلامه، لا الحكم على شخصه.
قفلة:
يقول الرئيس الأمريكي السابق روزفلت «العقول العظيمة تناقش الأفكار، والعقول السائدة تناقش الأحداث، والعقول البسيطة تناقش الأشخاص». فاللهم ارزقني عقلا عظيما متحررا مدركا يميز الخير من الشر.