عبدالحليم البراك

توقف إحدى الشركات أربك الحياة!

يمين الماء
يمين الماء

الثلاثاء - 06 يونيو 2017

Tue - 06 Jun 2017

أمام شركات الاتصالات أحد أمرين لا ثالث لهما، إما أن لا تنقطع أبدا ويكون لديها البديل الجاهز مباشرة، أو أن تنقطع من فترة لأخرى، حتى نعتاد ذلك، ونستعد لذلك بالبحث عن بدائل أخرى، فأما انضباط عدة أعوام؛ ثم انقطاع عدة ساعات، فقد أربكنا جدا.



هذا المقدمة على خلفية انقطاع الاتصالات والشبكة العنكبوتية من قبل إحدى كبرى الشركات في مدينة بريدة. والذي حدث للناس بالضبط جراء اعتمادهم على الاتصالات؛ أحداث كثيرة منها:



- زوج اتفق مع زوجته على أن تكون في المول والوعد بينهما (جوال)، ففقد الأثر بينهما بسبب العطل المفاجئ هذا، فشتم الزوج الاتصالات، لأنها حرمته من لقاء زوجته، وزوجته لم تشتر شيئا لأنها «لازم تشاور» والسحور طار، لم يعده أحد لأن الخادمة تنتظر اتصالا من الزوجة حتى تعرف ماذا تطبخ!



- أب قال لابنه البكر: خذ أخاك الصغير لأصدقائه قبل أن تذهب أنت مع أصدقائك، وأرسل لي موقع بيت أصدقاء أخيك حتى آخذه منهم في منتصف الليل، ففقدت الاتصالات، فلا الأب يعرف أين الصغير، ولا أين الكبير، ولا يعرف كيف يتصرف، وتحول بيت الضيوف إلى حضانة وتمهيدي.



- الأبناء المراهقون لما عرفوا بانقطاع الاتصالات خرجوا من البيت لا أحد يعرف لهم أثرا، فرصة ذهبية لا تتكرر!



- فتاة - ساخرة - شكرت الاتصالات لأنها نزلت من غرفتها، فتعرفت على أهلها وقالت عنهم إنهم أناس طيبون، وجلست معهم لأول مرة ثلاث ساعات



متواصلة، واكتشفت أن أخاها تزوج مؤخرا، وأنها مخطوبة أيضا!



- توقفت أعمال التوصيل تماما، لأنها تعتمد على الاتصالات وهنا علق أحدهم: هذه خسائر مادية يتطلب على (القصمان) رفع دعوى ضرر وهذا باب رزق جميل، جديد لهم، وبناء عليه سيصبح كل أهل بريدة سائقي توصيل، وربما زعمت الفتيات أنهن يقمن بالتوصيل أيضا، برغم حظر قيادة المرأة للسيارة!



- أحدهم، يشكر الله أن المكيفات والثلاجات والأطباق الفضائية والسيارات ومواقد الغاز لا تعتمد على الانترنت، وإلا رجعنا لعصر عنتر بن شداد!



- بعد أن اعتذرت الشركة علق أحدهم: كل هذا الغضب تم إطفاؤه بتغريدة واحدة، يا بلاش ورمضان كريم ولا يعادل إعلانا واحدا ليوم واحد من إعلانات الشركة في رمضان، علق أحدهم: إصلاح شبكتكم صدقة، واعتذاركم صدقة، وتعويضنا صدقة، والابتسامة والاعتراف بالخطأ صدقة!



- أحدهم يقول أفسدت جوالي ومودمي من كثر ما أطفأت الجهاز ثم شغلته مرة أخرى شكا مني في جهازي وثقتي بالشركة، ولا ثقة إلا بالله بعد الآن (الجيد في الموضوع أن العطل أعاد الثقة بالله سبحانه وتعالى!).



قال أحد الأصدقاء، أما أنا ففي البيت أثناء الأزمة (أصبحت أزمة!)، وأولادي أعرف أين هم، ووالدتي ووالدي بخير، ولم أقلق، ومن يريدني يطرق على باب بيتي، ثم تذكرت أني نزعت جرس الباب، فيما مضى تحت مقولة: من يريدنا يتصل قبل أن يأتي، فنزلت بسرعة مجنونة وأصلحته!



@Halemalbaarrak