هناء وحمزة وجيش الأمل

الاحد - 04 يونيو 2017

Sun - 04 Jun 2017

عندما التقيته أول مرة في إحدى المناسبات، قال لي رفيقي: هذا هو حمزة إسكندر، مريض بالسرطان، ذهبت للسلام عليه دون تردد، لم أفكر للحظة بأن خلف تلك الابتسامة العظيمة معاناة.

لم تغب ابتسامة حمزة وأخته هناء إسكندر المصابين بالسرطان لحظة، ولم يفارق الأمل طريقهما، وتتحدث الدنيا كلها عن شاب وشابة لتقول نعم غادرت روحاكما إلى السماء وما زالت البسمة منحوتة باسميكما ورائحة الأرض مكتوبة بعطركما.

لم يمض على رحيل حمزة إسكندر سوى أربعة أشهر، حمزة الذي حارب مرض السرطان بالأمل، بالابتسامة، بالحب، وبكل شيء يدعو للفرح، واليوم يكتب الحزن الحلقة الأخيرة برحيل شقيقة حمزة، هناء إسكندر التي حاربت السرطان هي كذلك.

بالنسبة لي لم أعرفهما إلا بالتفاؤل والطموح وحب الحياة، لم يشركا أحدا في الألم والمعاناة، فقط كانا يدعوان الجميع للابتسامة.

قد أكتب لفظة «ابتسامة» أكثر من 100 مرة في مقال واحد لأنني أتحدث عن شخصين لم أشاهدهما إلا مبتسمين، هما جيش محاربي السرطان ومصدر الإلهام.

اليوم يتضاعف الألم بوداع واحدة من أقوى النساء؛ هناء إسكندر، لكن الفراق في الوقت نفسه يعطي رسالة لكل صاحب معاناة مع المرض بأن الابتسامة يجب أن تحيا رغم كل شيء، ورغم كل شيء ستبقى القلوب محملة بالحزن على رحيلهما، ولا ننسى رسالتهما وهي أن نبتسم حتى عند الألم.

يقول الكون لوالدة هناء وحمزة إسكندر ولأسرتهما أجمع: إذا كان هناك سمة تميز الكبار عن الصغار، فهي القدرة على الصبر، وهنا لا بد أن أقول لوالدة البطلين: الصبر لا يعني توقف الدموع والقلب والجسد عن التعبير.

الأكثر قراءة