المطار الحلم

الخميس - 01 يونيو 2017

Thu - 01 Jun 2017

يعبر 30 مليون مسافر مع مطلع 2018 مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد، الذي يقع على بعد 19 كلم شمال مدينة جدة، وذلك بعد بدء التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من مشروع بناء المطار في خطوة تستهدف 100 مليون مسافر خلال المرحلة الثالثة من إجمالي كامل المشروع الذي أنجز منه حتى الآن 88% على مساحة تقدر بنحو 105 كلم تشمل المطار القائم حاليا.



ويعد المشروع من أهم المشاريع الحيوية التي تشهدها محافظة جدة التي تتمتع بثقل اقتصادي كبير، وتشهد نموا مطردا في حركتها الجوية عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي أحد أكثر مطارات المملكة حركة، حيث يخدم 36.5% من إجمالي عدد المسافرين من مطارات المملكة، ويوصف مطارها بأنه البوابة الجوية للحرمين الشريفين.



وأشار مدير عام التخطيط والدراسات في قطاع المشاريع بالهيئة العامة للطيران المدني المهندس إبراهيم مندورة إلى أن المشروع خطط له في المرحلة الأولى لاستيعاب 30 مليون مسافر سنويا في أوقات الذروة، والمرحلة الثانية 55 مليون مسافر، وصولا إلى 100 مليون مسافر في مرحلته الثالثة.



إضافة إلى استيعاب الجيل الجديد من الطائرات العملاقة ـــ كود F ـــ مثل (A380) ليصبح مطارا محوريا وفق أسس تجارية من خلال توفير عدد كبير من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص داخل وخارج مجمع صالات السفر، إضافة إلى رفع مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين ورواد المطار وفق أعلى المقاييس العالمية.



وتميزت تصاميم المطار الجديد وتقنياته بعناصر معمارية مستوحاة من بيئة المملكة بشكل عام، وبيئة مدينة جدة التاريخية بشكل خاص، في حين تم نشر المسطحات الخضراء حول وداخل مجمع الصالات، مما يضفي المزيد من الجمال على منشآت المطار، ومن بين ذلك إنشاء حديقة داخلية بمساحة 18 ألف متر مربع، يتوسطها محطة القطار الآلي، وحوض مائي للأسماك يتوسط مركز النقل بارتفاع يصل إلى 14 مترا، وقطر 10 أمتار يتسع لمليون لتر ماء، ويضم مجموعة من الشعب المرجانية وأسماك البحر الأحمر مما سيربط المطار ذهنيا ببيئة جدة البحرية بغية استمتاع المسافر بمشاهدتها.



وتضم مرافق المطار الجديد في المرحلة الأولى من المشروع العديد من العناصر، منها: مجمع صالات السفر التي تعد من أضخم مرافق المشروع، إذ تبلغ مساحته 810 آلاف متر مربع، و 4 قاعات انتظار لرحلات كبار الشخصيات، و8 قاعات انتظار إضافية، و5 صالات لركاب الدرجة الأولى ورجال الأعمال، 2 منها للمسافرين على الرحلات المغادرة الدولية، و2 للمسافرين على الرحلات المغادرة الداخلية، أما الخامسة فهي للمسافرين المواصلين على رحلات دولية وداخلية، إضافة إلى نظام قطار آلي لنقل ركاب الرحلات الدولية داخل مجمع الصالات، متصل بنفق يوصل إلى مركز للصيانة، ومن ثم للمرحلة الثانية التي سيتم إنشاؤها مستقبلا وينطوي النظام على 10 عربات قاطرات لنظام مناولة الأمتعة، وهو من الأنظمة الذكية المتطورة لمناولة أمتعة المسافرين, حيث تبلغ أطوال سيوره 34 كلم، مرتبط بأحدث أنظمة الأمن متعددة المستويات، أما فيما يخص الفنادق للمسافرين فقد جرى تأمين فندق للمواصلين على الرحلات الدولية (الترانزيت) بمستوى أربع نجوم يضم 120غرفة.



كما تم تزويد المطار الجديد بمواقف متعددة للسيارات، أولها مبنى يضم 4 طوابق، ويرتبط بمجمع صالات السفر بشكل مباشر، في حين يوفر مواقف للمدد القصيرة تستوعب 8200 سيارة، وجهز المبنى بنظام إرشادي ذكي لتحديد المواقف الشاغرة ولوحات الكترونية لإرشاد السائقين للمواقف الشاغرة، كما تتوفر مواقف سطحية مظللة للمدد الطويلة.

ويتميز برج المراقبة في المطار بأنه من أعلى أبراج المراقبة في العالم، ومن المرافق المتميزة في المشروع، حيث يبلغ ارتفاعه 136 مترا، ويعلوه هوائي بارتفاع 9 أمتار، جهز بأحدث تقنيات الملاحة الجوية، خصص الطابق الأعلى رقم 20 منه لمراقبة حركة الطائرات في المجال الجوي، فيما خصص الطابق 19 لمراقبة حركة الطائرات على مستوى الساحة الجوية، ويضم مجمع البرج مركزا لتدريب موظفي المراقبة الجوية يشتمل على أجهزة محاكاة حركة الطيران الجوية الأرضية، ومواقع للراحة تستخدم من قبل المراقبين الجويين، وأجهزة لمراقبة الطقس والأحوال الجوية.