عبدالله المزهر

سيرة سميرة

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 31 مايو 2017

Wed - 31 May 2017

لست من محبي التلفزيون كثيرا، لا في رمضان ولا في غيره، وأظن أنه لولا وجود كرة القدم لمر علي الشهر والشهران وربما العام والعامان دون أن أشاهد قناة تلفزيونية متعمدا.



وأنا لا أفعل هذا تورعا، لكن المسألة تتعلق بالهوايات والرغبات التي «يفترض» أنها تختلف من شخص إلى آخر، وربما لا أجد أن التلفزيون هو المكان الذي يناسبني لجمع السيئات، فأجمعها من أماكن أخرى.



لكن المشكلة أن الفرار من التلفزيون وبرامجه ومذيعيه لم يعد خيارا متاحا، فأنت ملاحق في وسائل التواصل بكافة أشكالها وأنواعها بالمقاطع والبرامج والحوارات والشتائم والشتائم المضادة المتعلقة ببرامج التلفزيون.



يجب عليك أن تحدث بياناتك عن آراء سميرة توفيق في الحياة كل عام، وأن تنتظر ماذا ستقول في العام القادم، ومن هو المذيع الذي سيستقبلها ويسألها عن قصة أغنية «صبوا القهوة وزيدوها هيل». وأن تذاكر هذه القصة سنويا حتى تحفظها، سيكون من المعيب والمخزي والمخجل أن تكون جاهلا بقصة الأغنية وبعلاقة سميرة توفيق بالنشامى الذين يركبون ظهور الخيل، والنشامى الذين يركبون أي شيء آخر من وسائل المواصلات.



ولست ضد الترفيه بالطبع، ولا ضد استضافة أي أحد في أي مكان، وأتوقع أني سأكون في سنة ما مذيعا في قناة سعودية وسأستضيف سميرة توفيق. وحتى يحين ذلك الوقت فإن جل ما أحلم به الآن هو وجود حيز ولو يسير في القنوات «السعودية» التي تملأ الفضاء للبرامج التي تحترم عقل المشاهد وتتعامل معه على أنه إنسان كامل الوعي يمكنه أن يميز الجيد من السيئ، ويعرف من يضحك له ومن يضحك عليه. برنامج واحد فقط في كل قناة يكون خفيفا وسريعا وفي وقت ميت تلفزيونيا سيكون كافيا.



وعلى أي حال..

الحديث عن البرامج التلفزيونية عادة رمضانية، وهذه الأحاديث قد تكون فرصة لمقاومة التجهيل والتسطيح المتعمد الذي يمارس على عقول الناس. ومقاومة الفكرة التي تعتمد على التعامل مع المشاهدين على أنهم قطعان كانت ترعى في مراعي التشدد، ولذلك سيتم نقلهم إلى مراعي التفاهة. هي فرصة للقول بأن الحياة فيها خيارات أجمل من هذين الخيارين البائسين!



@agrni