الأجهزة اللوحية تهدد عرش الحواسب الشخصية

اكتسحت الأجهزة اللوحية القوة الشرائية للحواسب الشخصية الكلاسيكية والتي بدأت طريقها إلى الاندثار مع التطور التكنولوجي للأجهزة اللوحية

اكتسحت الأجهزة اللوحية القوة الشرائية للحواسب الشخصية الكلاسيكية والتي بدأت طريقها إلى الاندثار مع التطور التكنولوجي للأجهزة اللوحية

السبت - 13 سبتمبر 2014

Sat - 13 Sep 2014



اكتسحت الأجهزة اللوحية القوة الشرائية للحواسب الشخصية الكلاسيكية والتي بدأت طريقها إلى الاندثار مع التطور التكنولوجي للأجهزة اللوحية.

وعدّ خبراء في تقنية المعلومات هذا الاكتساح في القوة الشرائية تهديدا لعرش الحواسب الشخصية ومؤشرا على رحيلها، وظهور عصر جديد من الأجهزة الذكية.





تحصيل حاصل



وقال المهندس سامي المالكي المتخصص في علوم الحاسب: إن العالم لن يعود للوراء وخاصة في مجال التقنية، وما قدمته الشركات المتخصصة في الحواسب الشخصية (المكتبي، واللاب توب) أصبح الآن تحصيل حاصلٍ فقط، رغم وجود كثيرين ما زالوا متعلقين ومعتادين على هذا النوع من الأجهزة، حيث نشأت بينهما علاقة قوية لم تؤثر فيها تلك الضجة المعلوماتية التي نشرت الأجهزة اللوحية في كل مكان.





تخطي المبيعات



وأضاف المالكي: أصدرت مؤسسة جارتنر البحثية تقريرا جديدا يتوقع أن تتخطى مبيعات الأجهزة اللوحية مبيعات الحواسب الشخصية خلال 2015، وتنبأ التقرير بأن الحواسب الشخصية متضمنة أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة، ستصل مبيعاتها إلى 317 مليون جهاز خلال العام المقبل، مقابل 321 مليون جهاز لوحي، في الوقت الذي سجلت فيه الحواسب الشخصية مبيعات وصلت إلى 308 ملايين جهاز خلال العام الحالي، ووصلت مبيعات الأجهزة اللوحية إلى 256 مليون جهاز خلال العام الحالي.





خفة وسلاسة



وأشار المالكي إلى أن هناك عددا من الأسباب التي تدفع الناس لشراء الأجهزة اللوحية، ومنها الخفة والسلاسة فمقارنة بالكمبيوترات العادية، فإن الأجهزة اللوحية خفيفة الوزن وسهلة الحمل، ومنها الإنتاجية، فقد يصعب التصور بأن يقوم أحدهم بطباعة عرض ما باستخدام لوحة المفاتيح الافتراضية في الجهاز اللوحي، لكن وجود جهاز كهذا في أماكن العمل قد يساعد كثيرا على القيام بالأعمال الأساسية، كالاطلاع على البريد الالكتروني، وإدارة جداول الأعمال، وأيضا التسلية والترفيه، حيث تعد الأجهزة اللوحية رائعة فيها، بالإضافة إلى أنها ممتازة لمشاهدة الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية.

وعمر البطارية يعد أحد الأسباب التي تجعل كثيرين يفضلون حمل الجهاز اللوحي، لا اللابتوب الذي يمكن استخدامه لنحو ساعتين ونصف الساعة فقط قبل أن يتطلب توصيله بمنفذ كهربائي لشحن بطاريته، بينما يتمكن مستخدمو سامسونج جالكسي تاب، أو ايباد من متابعة أعمالهم وهواياتهم على الانترنت طوال اليوم بلا مشاكل.





المستخدم الفيصل



ومن جهته أشار مدير المحتوى بأمانة منطقة عسير المهندس سعد آل سرحان إلى أن عددا كبيرا من المستخدمين ما زالوا يعشقون نظام Windows والأجهزة الحاسوبية بشكل خاص، نظرا للمواصفات العالية المتوفرة فيها كالسرعة ووحدات التخزين بسعات عالية، بالإضافة إلى تطوير عدد من الشركات تقنيتها كسوني وتوشيبا وأيسر وأزوس وغيرها، إلا أن ذلك لا يعطي الأفضلية لها في السوق الشرائية، وهذا أمر طبيعي، فهناك مستخدمون يعشقون التقنية الجديدة نظرا لما توفره من سهولة للوصول للتطبيقات السريعة والمرغوبة، وسهولة حمل الجهاز وصغر حجمه وما تقدمه الشركات المتخصصة في الأجهزة اللوحية من عروض في الأسعار وتحد كبير للزمن مسابقة له.





مزايا عدة



وأضاف آل سرحان: لا يخفى على الجميع سرعة تطور الأجهزة المحمولة والبرمجيات الخاصة بها وما تتمتع به من مزايا عدة، لكن تبقى حتى الآن الأجهزة الشخصية الأهم والأفضل لإنجاز عدد من الأعمال التي تحتاج لأداء قوي وثبات من حيث المواصفات والسرعة من جهة والإمكانات الضخمة للبرمجيات التي شهدت تطورا كبيرا في رحلة طويلة منذ عشرات السنين مقارنة برحلة تطور الأجهزة الكفية والقصيرة نسبيا.





بطء التطوير



ويؤكد المهندس علي آل مغرم من جامعة جازان أن هناك أسبابا عدة لمثل هذا الانجراف في الإقبال على الأجهزة اللوحية، منها بطء شركة مايكروسوفت في تطوير أنظمتها بشكل جذري، حيث إن الطراز الأخير من نظام ويندوز 8 كان مجرد تغيير في الشكل وقليل من النظام لا أكثر، في حين أن كثيرين كانوا يتوقعون منها تطويرا بشكل أعم وأفضل، إلا أن ذلك لم يحدث.

وقال آل مغرم: ما قامت به شركتا ابل وسامسونج في هذا المجال يعد إبداعا لا مثيل له في عالم التقنية والاتصال بشكل عام، حيث درست الشركتان بشكل دقيق متطلبات المستخدم والعميل، ومنها انخفاض السعر وسهولة الاستخدام وتوفر قطع الغيار، بالإضافة إلى وجود تطبيقات مجانية عديدة وبديلة للتطبيقات المدفوعة، وهو ما ينقص قدرة شركات الحواسب الشخصية على منافسة الأجهزة اللوحية إذا ما استمر عملها على نفس الوتيرة.