عبدالله المزهر

بنت القلب

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 21 مايو 2017

Sun - 21 May 2017

تختلف مع السعودية أو تتفق، تحبها أو تكرهها، هذه أشياء داخلة ضمن إطار الحريات الشخصية والأمور القلبية التي لا يتحكم فيها الإنسان وإن أراد.



لكن حين تستضيف هذه السعودية ثلاث قمم كبرى مع ما يرافقها من اجتماعات فرعية مهمة، وتعد لها في وقت قصير وقياسي، وتحارب في أكثر من جبهة والحياة تسير في ذات الوتيرة وكأن شيئا لا يحدث، فتلعب المباريات ويشتم الناس بعضهم بعضا كما يفعلون في الأيام العادية. حين يحدث فإنه من الصعب مهما كان موقفك أن تتجاهل أن هذا لا يحدث إلا في دولة قوية واثقة من نفسها ومما تفعل. هذا إيمان لا بد منه ثم انطلق بعدها في المحبة والكراهية ومارس حريتك كما تشاء.



والحقيقة أني كما تعلمون جميعا، وفقني الله وإياكم، لا أفهم كثيرا ولا قليلا في تلك الصفقات التي أبرمت ولا في المعاهدات ولا الاتفاقيات، وحين أسمع كلمة أسلحة فإن أول شيء يتبادر إلى ذهني هو البندقية الهوائية «الساكتون» أما ما هو أبعد منها وأثقل فلا قدرة لي على تخيله ناهيكم عن الكلام فيه وعن صفقاته.



صحيح أني أحلم أن أكون ثريا فاحش الثراء كما أخبرتكم مرارا، لكن حتى في أحلام اليقظة التي أحلم فيها بثروتي لم يرد فيها أي شيء عن تجارة السلاح. وأظن أن كثيرا من السعوديين مثلي ولذلك وجدوا أن أكثر أمر يفهمون فيه ويتحدثون عنه هو التغزل والقصائد في الأشياء الجميلة التي كانت على هامش الزيارة الترامبية. ولذلك فإني أستغرب من الذين استهجنوا أحاديث السعوديين «التويترية» عن الضيفة الشقراء. فالأمر ليس كارثيا حتى وإن لم يخل من مبالغات و«تفاهة» أحيانا. لكن الحقيقة أنه في المجمل شيء ظريف وجميل، ثم إنه أقصى ما يمكن قوله وفهمه عن الزيارة والضيوف.



وعلى أي حال.. لا أجد حرجا في التغزل بأي شيء جميل، سواء كان إنسانا أو مكانا أو حتى وهما، حتى وإن لم أر ما يرون لأن لدي عقدة من اللون الأشقر ولا أحب الشقراوات كثيرا ولا قليلا، وأجدني أني عنصريا قليلا تجاههن وأعتبرهن طفرة لا علاقة لها بالكائنات البشرية. أما بنت القلب فتكون غالبا سمراء لأنها تنضج تحت الشمس.



@agrni