عبدالله المزهر

تمنتلاف سنة

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

السبت - 20 مايو 2017

Sat - 20 May 2017

أظن أن حالة الكراهية التي يكنها بعض الأشقاء من «نخب» العالم العربي للسعودية خاصة ولدول الخليج بشكل عام ستنتهي يوما ما. هي أعراض الصدمة الأولى ومرحلة عدم التصديق التي ستأخذ وقتها الطبيعي ثم تزول وتتلاشى.



صحيح أن الأمر قد يطول ولكنه سينتهي حتما، وقد يعيش أبناؤنا وأبناء أشقائنا العرب حالة من التعايش والتصديق والاقتناع بأن دول الخليج العربي تجاوزت ثقافيا وحضاريا واقتصاديا وسياسيا نظيراتها من الدول العربية الأخرى، وقد يسعى الأحفاد إلى معرفة حقيقة مشاكلهم ومحاولة الاستفادة والتعلم ممن سبقهم بدلا مما يفعله أجدادهم الآن من التشكيك والاستهزاء والتحقير من شأن كل ما هو سعودي وخليجي.



قد يبدو هذا الكلام غريبا وعكس الاعتقاد السائد لأن «بعضنا» صدق في مرحلة ما أننا «لا شيء»، ولكن الحقيقة أن السعوديين والخليجيين عموما أكثر انفتاحا وتقبلا لكل جميل أيا كان مصدره ودون شعور بعقدة النقص.



وعلى سبيل المثال ففقد قرؤوا للعقاد والمنفلوطي والرافعي ونجيب محفوظ وطه حسين وجبران، وتغنوا بقصائد شوقي والسياب والجواهري وعمر أبوريشية ونزار قباني، وطربوا لأم كلثوم وعبدالحليم وفيروز والدوكالي وسعدون والغزالي وصباح فخري.



واستضافوا المثقفين والمفكرين والفنانين وفتحوا لهم قنواتهم وجامعاتهم ومدارسهم، ولم تكن لديهم عقدة احتقار الآخرين، وتقزيم فنونهم وآدابهم وفكرهم وفنهم. لكن تلك القامات العربية لم تعد موجودة الآن واستبدلت بنخب ومثقفين هم في غالبهم كائنات مريضة مهووسة بكراهية كل ما ينتمي لشعوب الجزيرة العربية والتقليل من شأنها واحتقار وتصغير كل ما تنتجه من فكر أو أدب أو حتى في السياسة والاقتصاد.



وأظن أن شعوب الجزيرة لا تجد حرجا في أن تكون دولة عربية أو كل الدول العربية أكثر تقدما وازدهارا ونموا، وسيتغنون بنجاحهم ويفرحون به ويمتدحونه ويطالبون بمثله دون أن يقللوا منه، وأنا أتكلم عن حالة عامة من الصعب إنكارها، ولا أتكلم عن حالات شاذة لا تخلو كل قاعدة ثابتة من شوائبها.



وعلى أي حال..

أيها الأخ الساقط الذي لا موهبة لديك إلا شتم الآخرين والتقليل من شأنهم ومقارنة حاضرهم بحضارة بائدة منذ «تمنتالاف» سنة:

إذا افتخرت بأقوام لهم شرف

قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا



agrni@