عبدالمطلوب مبارك البدراني

الرجوع للحق فضيلة

الثلاثاء - 16 مايو 2017

Tue - 16 May 2017

الاعتراف بالحق فضيلة والتمادي في الباطل رذيلة، وما أجمل الاعتراف بالحق والرجوع عن الباطل، وهذا عمل لا يقوم به إلا رجل شجاع يستطيع التحكم في قراراته ولديه قدرة في التصرف السليم مهما كلفه ذلك، ولا يرى بأسا من تراجعه إذا صدر منه خطأ سواء في حق نفسه أو في حق الآخرين.

وما دعاني لهذه المقدمة هو وقوع أناس في أخطاء قد تكون فادحة وخاصة من كان ذا مسؤولية ولكنه يصر على الخطأ ولا يتراجع عنه، ويوجد لنفسه المبررات الواهية غير المنطقية، والخطأ في حياة الناس أمر وارد الحدوث، ولا يستطيع إنسان أن يدعي العصمة مهما كان شأنه، فيقول أنا لا أخطئ، كلنا بشر نحب ونكره ونصيب ونخطئ، ويخطئ من يظننا لا نخطئ، وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»، ولكن «تمادي البعض في خطئهم، وعدم اعترافهم به، والإصرار عليه، والجدال عنه بالباطل، واعتبار الرجوع عنه نقيصة هذا هو الخطأ بعينه، لأنه يرى الرجوع إلى الحق اعتراف بالخطأ مما يجعله لا يقبله على نفسه.

والاعتراف بالحق فضيلة ومن شيم الكبار ويدل على رجاحة العقل وصواب الرأي، والكبار هم من لديهم محطات في حياتهم يراجعون أنفسهم ويصححون فيها مسارهم ويعالجون الأخطاء التي يقعون فيها قبل أن تستفحل ويصعب علاجها، قراراتهم تقبل المراجعة والتصحيح، وقناعاتهم تتجه إلى الصواب، وتراهم يستشيرون من حولهم، وقد قيل (ما خاب من استشار وما ندم من استخار)، ويروى عن عمر بن الخطاب أنه قال «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا».

الكبار هم الذين يحملهم تواضعهم على قبول الرأي الآخر والتراجع عن الخطأ، وصغار النفوس هم الذين يتعصبون لآرائهم ولا يقبلون بغيرها حتى وإن أوقعتهم في أخطاء فادحة، وهناك من أصدقاء السوء والبطانات الفاسدة للإنسان من تجمل له الباطل وتبعده عن الحق، فيجب أن يتنبه لها كل ذي لب ويقف على كل صغيرة وكبيرة بنفسه، والله سبحانه وتعالى من رسائله لعباده حتى يعودوا إلى الحق «الابتلاء» قال تعالى «ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون» السجدة. اللهم أهدنا إلى طريق الحق والصراط المستقيم، وثبتنا عليه حتى نلقاك على ما تحب وترضى يا أرحم الراحمين.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال