طفرة المزايدات والتورم
الاثنين - 15 مايو 2017
Mon - 15 May 2017
معطيات الواقع، وإلى حد بعيد، تقول إن في بعض المجتمعات شرائح ما زالت تشغل نفسها، إما بالغوص في المهملات، وإما بالتجديف في الهواء، عوضا عن الاشتغال بتسوية أوضاعها، على الأقل الفكرية، بما يسهم في تمتين حاضرها وتقوية عود شبابها بثقة لتحمل التحديات على أساس لا يقبل القفز على الحقائق المستقرة، شئنا أم أبينا، في بطون دفاتر التاريخ، وهي الحقائق التي لن تنتقص دور أحد ولن تقدم البعض وفق أمنياتهم.
كبير الظن أنني قلت هذا الكلام أو مثله ذات مرة، والحديث وقتها يدور حول مساوئ تقديم الأجيال إلى المستقبل بمعلومات ملونة مغلوطة من حيث المكانة الاجتماعية أو المنزلة. في العموم الحقائق وحدها تصنع الطريق إلى الغد، لا شيء أقوم ولا أنفع من معايرة الناس أنفسهم على الواقع. للوعي دوره هنا والصحيح أن اللا وعي أكبر صانع للتفريعات في كل الطرق.
تجمعك الأيام في مناسبة خاصة أو عامة بمجموعة من المعارف أو الأصدقاء، ومعهم في الغالب من لم يسبق لك رؤيتهم أو الحديث معهم، المؤسف أن طبيعة أي حوار لن تفاجئك بجديد أو مختلف، المجالات متشابهة، والزوايا منفرجة، والعنوان الأبرز لفوضى الكلام من مقاطعة إلى أخرى، ومن قفزة إلى أكثر.. المواضيع في حالة سفر متعدد الوجهات، الكلمات تطوف بك على كل المحطات وتربك حساباتك، بل وتزيد من عناء الالتفات هنا وهناك لمتابعة مصادر الأصوات المرتفعة المتداخلة، الكل يتحدث عن السياسة والمال وأيضا التاريخ، المشهد كله متورم.
مداخلات لا تفضي إلى شيء سوى استهلاك الوقت، ثمة من نذر نفسه لتحليل الأحداث: وهل يستقيم الحال دون أهلية معرفية تسترعي انتباه المستمع؟ هذا ليس مهما لدى الكثير، الأهمية لإبقاء حالة تورم الذات على ما هي عليه، هكذا يبدو والقوم يتبادلون التقاط أطراف الحديث عن الحسابات البنكية ومغامرات السفر وبطولات الأجداد والآباء أحيانا، وإن كان بعضها على حياء عطفا على هشاشة المواقف أصلا أو الفارق الزمني، فبعض الآباء لا يفصلهم عمرا عن بعض الحضور إلا أيام معدودات والناس «عيال قرية» كما يقول المثل.
ما يمكن اختصاره هو أن المزايدات وتحديدا الاجتماعية منها والدينية تؤثر في التوافق وتعطل التقدم، أيضا انتفاخ الذات لا يبني الفرد الواثق ولا المجتمع السوي والأكيد أنه لن يغير التاريخ في نهاية المطاف. مخطئ من يراهن على المزايدات والانتفاخ.. وبكم يتجدد اللقاء.
[email protected]
كبير الظن أنني قلت هذا الكلام أو مثله ذات مرة، والحديث وقتها يدور حول مساوئ تقديم الأجيال إلى المستقبل بمعلومات ملونة مغلوطة من حيث المكانة الاجتماعية أو المنزلة. في العموم الحقائق وحدها تصنع الطريق إلى الغد، لا شيء أقوم ولا أنفع من معايرة الناس أنفسهم على الواقع. للوعي دوره هنا والصحيح أن اللا وعي أكبر صانع للتفريعات في كل الطرق.
تجمعك الأيام في مناسبة خاصة أو عامة بمجموعة من المعارف أو الأصدقاء، ومعهم في الغالب من لم يسبق لك رؤيتهم أو الحديث معهم، المؤسف أن طبيعة أي حوار لن تفاجئك بجديد أو مختلف، المجالات متشابهة، والزوايا منفرجة، والعنوان الأبرز لفوضى الكلام من مقاطعة إلى أخرى، ومن قفزة إلى أكثر.. المواضيع في حالة سفر متعدد الوجهات، الكلمات تطوف بك على كل المحطات وتربك حساباتك، بل وتزيد من عناء الالتفات هنا وهناك لمتابعة مصادر الأصوات المرتفعة المتداخلة، الكل يتحدث عن السياسة والمال وأيضا التاريخ، المشهد كله متورم.
مداخلات لا تفضي إلى شيء سوى استهلاك الوقت، ثمة من نذر نفسه لتحليل الأحداث: وهل يستقيم الحال دون أهلية معرفية تسترعي انتباه المستمع؟ هذا ليس مهما لدى الكثير، الأهمية لإبقاء حالة تورم الذات على ما هي عليه، هكذا يبدو والقوم يتبادلون التقاط أطراف الحديث عن الحسابات البنكية ومغامرات السفر وبطولات الأجداد والآباء أحيانا، وإن كان بعضها على حياء عطفا على هشاشة المواقف أصلا أو الفارق الزمني، فبعض الآباء لا يفصلهم عمرا عن بعض الحضور إلا أيام معدودات والناس «عيال قرية» كما يقول المثل.
ما يمكن اختصاره هو أن المزايدات وتحديدا الاجتماعية منها والدينية تؤثر في التوافق وتعطل التقدم، أيضا انتفاخ الذات لا يبني الفرد الواثق ولا المجتمع السوي والأكيد أنه لن يغير التاريخ في نهاية المطاف. مخطئ من يراهن على المزايدات والانتفاخ.. وبكم يتجدد اللقاء.
[email protected]