الشرق الأوسط: انقسام وتباين

الخميس - 11 مايو 2017

Thu - 11 May 2017

أفرزت نتائج مسح استقصائي تم عن طريق المقابلة الشخصية وجها لوجه مع 3.500 شاب وشابة بالتساوي، تتراوح أعمارهم بين 18-24 عاما، إشارات واضحة إلى ما عليه العقلية العربية اليوم، وكيف تنظر إلى العالم الذي تعيش فيه والمستقبل الذي ينتظرها.



لقد كتبت عن نظرة الشباب العربي إلى إقليمهم المنقسم العام الماضي في الصحافة السعودية، وهأنذا أعود إليه مجددا اليوم بأمل أن يساعد متخذي القرار في المنطقة العربية على معرفة آراء الشباب، وبالتالي محاولة تلبية متطلباتهم وطموحاتهم.



وفي منطقة لا تأبه كثيرا بالإحصاءات والاستبيانات فإن صناع القرار غالبا ما تنقصهم الحكمة والرأي السديد في قراراتهم التي تهم شعوبهم.



وشخصيا أعتبر أن الشرق الأوسط محظوظ بوجود رجل لا ينتمي إليه، لكنه مهموم بمصيره، حريص على مصالحه، ويعمل جاهدا لتوفير البيانات الدقيقة والإحصاءات المستكملة التي قد تعين القيادة في إصدار القرارات التي تهم مواطنيها في المقام الأول، وأيضا تؤثر سلبا أو إيجابا في الشعوب الأخرى بالمنطقة.



هذا الرجل هو سونيل جون، المدير التنفيذي لشركة أصدار بيرسون – ماريستيلر المحب للشرق الأوسط والمشحون بآماله وأحلامه وتطلعاته.



وقد أجرى الرجل، المسكون بحب المنطقة، استطلاعا للرأي هو التاسع من نوعه وسط الآلاف من الشباب والشابات، ونشر نتائج مسحه في كتيب بعنوان: «منطقة الشرق الأوسط: انقسام وتباين».



وتظهر نتائج المسح اختلافا كبيرا في تفكير الشباب العربي اليوم عن تفكيرهم في الأعوام السابقة.



ويعتقد أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع أن بلدانهم تسير في الاتجاه الصحيح، وهذا رأي يمثل انخفاضا بنسبة كبيرة، حيث كان يرى أكثر من 64% منهم العام الماضي أن بلدانهم تمضي على الطريق الصحيح.



هذا يعني أن غالبية الشباب لا يعتقدون أن بلدانهم تسير في الوجهة الصحيحة، مما يستلزم إجراءات من هذه البلاد لتغيير الصورة النمطية في أذهان شبابهم.

وفي المقابل يرى أكثر من 85% من شباب دول مجلس التعاون الخليجي أن بلدانهم تسير على الطريق الصحيح للخمس سنوات الماضية، بينما يعتقد 78% منهم أن القادم أفضل.



ويرى الشباب العربي أن تنظيم داعش الإرهابي لم يعد مخيفا كما كان، وأنه أضعف اليوم، وأنه سيتلاشى تدريجيا في مقبل الأيام.



وأعرب كثير من الشباب العربي عن قلقهم إزاء المستقبل، خاصة فيما يتعلق بخلق فرص العمل لهم، وقالوا إنهم قلقون جدا من هذه الناحية، لأنها تتعلق بمستقبلهم وقادم حياتهم.



وفيما يلي أبرز نتائج المسح التي لا يجب أن يغفل عنها القادة وصناع القرار في منطقتنا العربية، وهذه النتائج العشر هي:

1 انقسام الشباب العربي جغرافيا في نظرتهم للمستقبل.. التفاؤل والتشاؤم تحددهما المنطقة التي يعيشون فيها.

2 الشباب العربي يطالبون بلدانهم بالمزيد من الاهتمام، والعديد منهم يشعرون بأنهم لا يشكلون أولوية في سياسات حكوماتهم.

3 الشباب العربي يرى أن البطالة والتطرف من أكبر العقبات التي تعيق مسيرة التقدم في منطقة الشرق الأوسط.

4 غالبية الشباب العربي يعتقدون أن نظام التعليم الحالي لا يؤهلهم لشغل وظائف المستقبل.

5 الشباب العربي يرى أن «داعش» أصبح أضعف خلال العام الماضي.

6 تواصل ريادة الإمارات عند الشباب العربي كأفضل وجهة للعيش، ونموذج عالمي ناجح يتمنون أن تحذو بلدانهم حذوها.

7 الشباب العربي يعتبرون ترمب معاديا للمسلمين وينظرون إلى عهده بشيء من القلق والغضب والخوف.

8 تنامي العداء تجاه الولايات المتحدة، والشباب العربي يعتبرون روسيا، وليس الولايات المتحدة، الحليف الدولي الأكبر للمنطقة.

9 رغم اعتزازهم بلغتهم الأم، إلا أن غالبية الشباب العربي يقولون إنهم يستخدمون اللغة الإنجليزية أكثر من العربية في حياتهم اليومية.

10 «فيس بوك» المصدر الأول للأخبار اليومية عند الشباب العربي.



ويظهر هذا الاستطلاع تباينا وانقساما في مشاعر الشباب العربي نحو قضايا بلدانهم، ويؤكد أنهم قلقون بشأن المستقبل، وأنهم كادوا يبلغون حد اليأس من قادم الأيام.



ولهذا فإنني أدعو الحكومات العربية للاهتمام بقضايا الشباب، واحترام مرئياتهم بحسبانهم تكأة الحاضر وأمل المستقبل.



[email protected]