الداب الأسود

الأربعاء - 10 مايو 2017

Wed - 10 May 2017

هذه المرة سأحدثكم عن محافظتي (أحد مدراء إحدى الجهات التي كنت أدرس بها لا يفتأ ولا يفتر يذكرني بقوله معهدي ومدرسيني وأوراقي وهلم جرا، وكل ذلك جرى، وكأنها أملاك خاصة، هذا ديدن يدندن به القادة المخلصون دون غيرهم ولله في خلقه شؤون)، هذه المحافظة تبعد عن مكة حوالي مئة كلم شمالا، وبحوالي سبعين كلم إلى شمال شرق جدتي (لأني سكنت جدة ردحا من الزمن فأصبحت جدتي)، فهي بعيدة عن أعين التطوير المطور، ولك الله يا محافظة خليص، هذه المحافظة المهولة والمأهولة بحوالي الثمانين ألف نسمة تتنفس الهواء السام والأبخرة المبخرة بمصانع تجثم على صدرها منذ ثلاثين سنة في واجهتها الجنوبية الغربية بجوار مخطط غران.

ومن ناحية أخرى (على طريقة مذيع متحمس يتأبط خبرا مهما) يربط هذه المحافظة طريق مطروق بالليل والنهار بمحافظة جدة/عسفان الذي يعسف بمرتاديه يمنة ويسرة ويمتد طولا ويضيق عرضا باعتراض السالكين بالحفر وجزيرة متهالكة وأضواء غير مضيئة في كثير من أجزائه، ثم زاد بلة طينته وجود جامعة جدة والمدينة الصناعية والمدينة الذكية وغير الذكية للورش والصناعات الخفيفة وغير الخفيفة، فأصبح الطريق يضيق بمرتاديه ذرعا وذراعا الذين أطلقوا عليه تدليلا له بالداب الأسود بعد أن أعيا الأمانة والنقل تذليلا، لذا فهو في حاجة ماسة للإنعاش الفني بالصيانة والإضاءة، فأين الأمانة أو النقل عن ترويض هذا الوحش الذي يستلذ بوجبة تكاد تكون يومية من الأرواح والممتلكات الطائرة والثابتة.

وثالثة الأثافي والبلاء الخافي هو شح المياه، وجميع سكان المحافظة يجأرون بالشكوى، فالماء أصبح أغلى من البنزين لمحافظة كانت مثالا لوفرة الماء والطين.

الأكثر قراءة