عبدالرحمن عمر خياط

من ثقب المجتمع

الاثنين - 08 مايو 2017

Mon - 08 May 2017

سررت مع الجميع بما نشرته إحدى الصحف بتاريخ 23/10/1437 تحت عنوان (بعد تراجع الأسعار نحو 40% عالميا) وبالخط العريض تحته (تجار الأرز يكتفون بخفض 5% في السوق المحلية) بحجة أن ما لدى مستودعاتهم من المخزون تم استيراده في فترة ارتفاع الأسعار.

ولأهمية الأرز إذ هو الأصل في كل الأوقات وفي كل المناسبات أرصد طرفا جاء في المقال لبعض التجار (قال تجار مواد غذائية إن الشركات المالكة لتلك العلامات التجارية عمدت إلى تحديث القوائم السعرية خلال الأسبوع الماضي، مؤكدين أن القوائم السعرية التي أرسلت تضمنت تعديلا في قوام بعض العلامات التجارية، حيث بلغ الانخفاض 25 ريالا للكيس وزن 40 كجم 25 % ليكون السعر 170 ريالا مقابل 195 ريالا للكيس، فيما قدر التراجع في بعض العلامات التجارية بقيمة عشرة ريالات للكيس الواحد 5% ليستقر عند 215 ريالا مقابل 225 ريالا للكيس..

وفي المقابل أكدت مصادر ذات علاقة بالشركات الموردة أن عملية تقييم الأسعار مرتبطة بمعادلة المخزون القديم مع الصفقات الجديدة، مضيفة أن الشركات تحتسب قيمة المخزون القديم مع السعر الجديد للحصول على متوسط الأسعار، لافتة إلى أن هذه الآلية معتمدة منذ سنوات طويلة وبالتالي فإن المستهلك يستفيد منها في حال ارتفاع السعر في الأسواق العالمية مع وجود مخزون بسعر منخفض مما يسهم في تعليل نسبة الارتفاع، إذ إن الأسعار الحالية قائمة على معادلة الأسعار القديمة مع القيمة الجديدة،)، (وأضاف أحد التجار – علي المحروس – أن الشركة الموردة لتلك العلامة التجارية أرسلت قوائم سعرية نهاية الأسبوع الماضي تتضمن القوائم السعرية وطالبت التجار بتجديد الكميات المطلوبة للتعامل معها بالأسعار الجديدة)، وقالوا.. وقالوا.. وقالوا.. والمستهلكون يعرفون حق العلم اليقين لو أن الأسعار زادت عالميا 40% لزادوا الأسعار 50% ولم يعترفوا بالمخزون الموجود بمستودعاتهم.

ولأن مثل هذه الأمور تتعلق بوزارة التجارة، ولأن الأرز استهلاك رئيس للجميع وفي كل الأوقات (في الرخاء والشدة) ولأن بعض التجار (ولا أقول كل التجار) انتهازيون يصطادون في الماء العكر، فإن وزارة التجارة هي المسؤولة وهي التي تقرر ما يجب اتخاذه لاستقرار السوق (عرضا وطلبا)، أما أن يترك التجار ليخفضوا بالنسبة التي يرونها، وبعضهم لا يراقب الله (وعلى عينك يا تاجر)، فهذا أمر لا يرضي أحدا.

وفي مناسبة من المناسبات وبغير قصد (ولكنها صدفة) وقفت على متجرين في الأرزاق خلف المستهلك بجرول فسألت عن أقيام (الأرز والسكر) فوجدت فرقا في الأسعار إذ كان أحد المتجرين مع التخفيض الجديد، والآخر مع السعر الأول!، ولأن مثل هذا كثير (والدنيا لا تزال إن شاء الله بخير).

والله أسأل أن يصلح الحال، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأقفل بالدعاء المأثور: اللهم يا سابغ النعم يا دافع النقم يا فارج الهم يا كاشف الغم يا أعدل من حكم يا حسيب من ظلم يا ولي من ظُلِم يا أول بلا بداية يا آخر بلا نهاية يا من له اسم بلا كنية يا الله اجعل لنا من أمرنا فرجا ومخرجا.

الأكثر قراءة