التجرد من أجل الوطن

الاحد - 07 مايو 2017

Sun - 07 May 2017

عند التجرد من فكر أو مذهب أو دين فإننا نتجه إما للعقل أو لاتجاه مظلم يعيدنا إلى الثلاثة الأولى، لا تقليل ولا نقصان في ذلك، فإن أي شخص عندما تبدأ الحديث معه بالمنطق سيستجيب، بعكس بعض الأمور الأخرى عند القول بأن هذا الأمر خط أحمر ولا يحتمل النقاش، معضلة في الانقياد وراء من كانوا سببا في تعطيل عقول البعض منا. ماذا سيحصل إن سألت العقل وأمعنت التفكير؟ أمور قليلة أغلبنا نعرفها، ولا نطبقها، بل يصل بالبعض أن يروجوا لها ولا يطبقوها. أمعن في كل جميل من حولك. التعايش مع ما نحن فيه الآن بعضه تعايش مركب ولا يجيده البعض، بل الأغلب على أكثر الظن ممحو من مذكراتهم، من منا يحسن الظن باليقين قبل تحليل الأمور؟ ربما ظنون سيئة حتى. ألم نشعر بالخجل عند الحكم بالسوء أو بالعاطفة قبل الفهم والتحليل؟ قد علمنا من قبل في الأزمنة بالإحسان حتى وإن قوبلنا بسوء. عش على مبدأ افعل الخير ولا تنتظر الجزاء. هل التعايش بهذا المبدأ صعب أم الاستغناء عن الطمع أصعب؟

تخيلوا لو أن المحيط الذي نحن فيه فقط استخدم هذا المبدأ، حديثي هنا جريء فقط لأنني أتحدث بعقلي.

من منا يصغي إلى المستضعفين من حولنا؟ وإن لم يكن يطرح حديثا مهما بالنسبة لك أو لكِ، هل هذا لأن الوقت ضيق، أم لأننا نترفع عن محادثة من هم متأخرون عنا في الفكر! الكبرياء أصبح يفهم بالطريقة الخاطئة ودمج مع كلمات أخرى أتركها لوقت لاحق.

مشكلة النجاح في هذا الزمان أصبح بالثلاثة الموبقات، سلطه أو مال أو شهرة، وربما الثلاثة معا. أنت يا من وصلت الآن إلى أحد هذه الأمور، هل كنت كغيرك تقول كنت فقط أريد إيصال رسالتي، أريد نشر كلمة صحيحة؟! والتعايش مع هذا كمثل بعض الحديث يزعجنا، هل لأنه حديث مزعج، أم لأنه مطروح من شخص قد أغلقت قلبك له أو لها؟ تساؤلات عدة عندما نفهم بعض الأمور البسيطة عند تفكيرنا في كلمة قد خرجت من صديق أو قريب أو أخ أو زوجة. يمكننا تأليف سطور عدة سواء بمنطق أو بغيره. جميعنا يمكننا إمساك القلم ووزن ورقة أمامه، ولكن من منا يستطيع ممارسة وتحريك القلم في الاتجاه الصحيح؟

الفلاسفة يمكنهم الحديث لأيام متواصلة، وقد نأخذ منهم خمس دقائق لفهم الموضوع بشكل مختصر، هل سبب ذلك لأنه فيلسوف، أم لأن طبيعته كذلك سؤال؟ هل نستمع للفيلسوف حتى ينتهي من حديثه لأنه فيلسوف، أم لأننا ننصت لمن هم يتحدثون، إذن لماذا لا نستخدم الثانية؟

علمنا من ديننا وقدمائنا أن احترام كبار السن وتوقير الصغار هو الأدب. تأمل في هذه الجملة التي نحن نعرفها، ولكن من منا طبقها أو تمعن في المعنى الصحيح؟ كل منا يريد الكمال ويتذمر إن لم تساعده الحياة فيفشل عند أول اختبار. التعايش مع الأمور السيئة قبل الجميلة بحد ذاته أمر جميل يبعدنا عن الاضطراب في التفكير، ويبعدنا عن الجلوس وحدنا.

أرجو أن نوفق في الجميل الحسن، وإن أطلت على هذا، فإنه يعتبر جزءا مجزأ من معضلة أعاني منها قبل من هم في طور تفكيري.

الأكثر قراءة