مانع اليامي

الأمير الشاب.. كفؤ وعليه تعلق الآمال

الجمعة - 05 مايو 2017

Fri - 05 May 2017

عيون الخارج عليه، والحذر فيما يبدو لي يتجه ويتسع صوب كيفية التعامل مع مسؤول شاب يشغل مواقع حساسة في دولة لها ثقلها المعروف في الميزان العالمي، مسؤول ظهر عزمه في وضح النهار وبشكل ليس له إلا أن يربك تفكير المراقب ويشتت نظر الراصد، وقد استطاع هو حجب مدى معرفته المعتبرة جدا عن أنظار الميديا فترة طويلة، ولعل في هذا فسحة للمستعجلين لمد حبل الآراء في أكثر من اتجاه في أوقات اتسمت بكثرة التحديات الداخلية والخارجية بشهادة تقلبات الأحوال والمواقف على الساحة الدولية، حيث يتحرك الممكن وغير الممكن من فوق وتحت طاولة السياسة.



صريح القول إن الثقة بالنفس والحكمة استوعبتا كل الأصوات ربما حللتاها وحولتاها إلى نقاط قوة، ظهر منها ما ظهر في معطيات بحث العديد من القضايا الساخنة على المستوى الخارجي تحديدا. زادت القناعة الدولية في قدرات الأمير الشاب، وأخذت أقواله مكانها متكئة على قوة الحجة وبانت أفعاله الموزونة على مسطرة المنطق، هذا الأمر لم يعد خفيا على أحد وبالذات أصحاب الأصوات التي كثر ضجيجها على غير هدى، ذات الأصوات التي كتمت نفسها لاحقا حيث لا بد مما لا بد منه. باختصار توارت عبارات الهمز واللمز خلف خطاه الواثقة وأكلت نفسها حيث لا يصح إلا الصحيح في نهاية المطاف.



في العموم، ومن خلال عديد من المناسبات عبر الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي عن مواقف الدولة بأسلوب المحاور المؤثر، وداخليا على وجه التخصيص استطاع أن يبرز أهمية الموضوعية في التعامل مع القضايا المحلية على أساس يقدر أهمية العلاقة بين الاقتصاد والسياسة، وأيضا العلاقة بين التنمية والاستقرار من جهة أخرى.



في حواره المهم في برنامج الثامنة مساء الثلاثاء الفائت تناول 13 ملفا، من رؤية 2030 إلى النظام الإيراني مرورا بملف الإسكان، فرص الاستثمار وتنويع مصادر الدخل وملف الإنفاق العسكري، ملف أرامكو، الميزانية وضبط الإنفاق، صندوق الاستثمارات، ملف مكافحة الفساد، الحج والصحة، وكذلك الوضع اليمني، وأيضا العلاقات مع مصر.



حضرت كل التفاصيل وبرز مشروع النهضة في كل محاور الحديث ودون خجل من الإشارة إلى مشقة إدارة وتنفيذ الإصلاحات ابتداء من إزالة التشوهات الإدارية المولدة للفساد؛ القضية المقلقة لكل السعوديين. حديث الأمير في المجمل أتى في وقته صريحا وحمل الكثير من التفاؤل وفيه ما يؤكد على انتقال عمليات مكافحة الفساد من موقع الممكن إلى خطوط المواجهة دون حصانة أو استثناء لكائن من كان. البقية في هذا الشأن على «نزاهة والجهات الرقابية» وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]