المرأة بين شنب عبادي والمنجز

الخميس - 04 مايو 2017

Thu - 04 May 2017

‪ زوايا النظرة الحادة تفرض الحصار على حياتنا اليومية، وتذهب بنا بعيدا نحو الدهاليز المعتمة عنوة، فبين شنب الفنان عبادي الجوهر ومنصة مدينة الشارقة تتضح رؤيا انعدام الوزن، ورؤيا الجفاف الثقافي وحالة هذيان الغيبوبة الاجتماعية التي حاصرتنا أربعة عقود متتالية‬‬.

نزوة أو هفوة - أو سموها ما شئتم - من شابة سقط من لسانها المشط وشنب الفنان عبادي الجوهر في حفل افتتاح فوز أبها عاصمة للسياحة العربية 2017 حولها المأزومون والانتهازيون إلى كارثة أخلاقية، وصوروا الحفل برمته عهرا، ووصموه بالمجون، والفسق، ووصل بالبعض إلى إطلاق صفات تهوي بهم في قعر جهنم سبعين خريفا، رغم أن شهود عيان ومن ضمنهم عضو شورى سابق نفوا وجود أي خلل أخلاقي عدا فوضى من بعض الشباب بعد انتهاء الحفل.

طبعا ذات الشخوص وأصحاب الفكر المنغلق لم تتابع ولم تنظر للجانب الآخر من حياتنا كسعوديين، ففي ذات المساء تناقلت وسائل الإعلام الخليجية والعربية وقائع احتفال جامعة الشارقة بفوز الدكتورة أميمه منور بدري بالمركز الثاني على مستوى العالم العربي بحضور حاكم الشارقة الدكتور سلطان القاسمي، وقد استمعوا منها إلى موجز عن موضوع رسالتها لنيل الدكتوراه، وعلى منصة الناموس والفخر صعدت السعودية هيفاء علي دحمان الشهري المتخرجة في إحدى الجامعات الأمريكية، على منصة التتويج لاستلام شهادتها وهي بكامل حشمتها وحجابها الإسلامي، وفي ذات الأسبوع احتفلت إدارة تعليم عسير بالحضور اللافت والتألق الرائع لطالبتها ومديرتها في محفل دولي.

الواقع يقول لدينا نماذج نفاخر بها من النساء ولدينا سقطات بسيطة يمكن احتواؤها وعلاجها بيسر وسهولة، بدلا من فظاظة القول، وتعميم الأحكام الجائرة.

بمناسبة حفل افتتاح فوز أبها بلقبها العربي وقعت العيون والحواس الموبوءة على القذى فقط، وركزت حملتها على الهنة العفوية وتجاهلت الجهد المبذول والحضور اللافت لشباب المنطقة، وأغفلت كل شيء جميل لأنها لا تريد للمجتمع الحياة السوية، وإنما يريدون السير في ركابهم، وعدم الخروج عن طوعهم، أي معهم على طول الخط أو إعلان الغضب والكراهية والجفاء مع تشكيلة من سياط النقد بدون هوادة.