جدوى الضغوط الإعلامية في التغييرات المجتمعية

الأربعاء - 03 مايو 2017

Wed - 03 May 2017

تحدث عملية التغيير الاجتماعي في كل المجتمعات بشكل بطيء نسبيا، بحيث لا يكاد يدركها الفرد في حياته وتعاملاته اليومية، وإنما تتضح رؤية هذا التغيير لدى الفرد والمجتمع بشكل عام على مدى السنوات والعقود الطويلة. هذا التغيير يسير للأعلى أو للأسفل حسب الظروف والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المحيطة بالمجتمع. لكن وجود تسريع واستعجال في عملية التغيير ربما يحدث خللا في هذه العملية، وربما يغير مسارها، فالضغوط المكشوفة الإعلامية في عملية التسريع في تغيير أعراف الناس وعاداتهم التي تعودوا عليها لسنوات متراكمة وأوجدت هذه الأعراف نتيجة ظروف اقتصادية اجتماعية سياسية الخ، تحدث توجسا لدى الناس وتخوفا من تغيير هوياتهم، هذه الضغوط تولد التمسك بشكل أكبر بنوافذ الهوية المتمثلة بمنظومة القيم الاجتماعية، الأعراف، العادات والتقاليد والأخلاق الاجتماعية والدفاع عنها بكل ما أوتوا من قوة عبر الطرق المتاحة المشروعة وغير المشروعة.

فكما تشير نظرية الضغوط بعلم الجريمة بنسختها الأخيرة لـ(اقنو) أن الضغوط قد تحدث بسبب شعور الأفراد أن هوياتهم وانتماءاتهم الجامعة التي تعودوا عليها مهددة أو معرضة للتهديد، وينتج عن هذه الضغوط، الغضب والاندفاعية، وبالتالي يأتي العنف سواء اللفظي أو الجسدي كاستجابة مباشرة لانفعالات الغضب بالذات عند المراهقين والشباب عموما، بسبب تحمسهم وردود أفعالهم السريعة وغير محسوبة العواقب أحيانا، وهذه الردود كما أسلفت قد تأتي على شكل عنف لفظي أو جسدي.

وخلافا لما هو متداول، لا أعتقد أن الحملات الإعلامية المكثفة ستغير المجتمع المحافظ إلى مجتمع منفتح، بل ربما تجعله أكثر محافظة والتفافا حول الهوية والدفاع عنها، فالإعلام بتسرعه وضغطه المكشوف على المجتمع يدفعه نحو التمسك أكثر بهويته والدفاع عنها، والنظر للإعلام بعين الريبة والشك، وربما تؤدي هذه الضغوط لنشوء سلوك عدواني نتيجة الإحساس بهذا التهديد لمقاومة هذا التغيير.

الأكثر قراءة