عبدالله المزهر

عن اللقاء الذي شاهدت

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 03 مايو 2017

Wed - 03 May 2017

ثم شاهدت اللقاء، ودون دخول في التفاصيل التي من المؤكد أنها أشبعت طرحا ونقاشا وتحليلا من أهل الاختصاص والمعرفة فإن اللقاء كان مبشرا ومحفزا على التفاؤل، وربما يكون العائق الوحيد الذي قد يمنع هذا التفاؤل من النمو بشكل طبيعي هو ما قلته بالأمس من أن الناس يريدون ضمانات تؤكد لهم أن هذا الحلم وهذه الرؤية لن يتوقفا فجأة دون أسباب. وهذا الضمان يكون من خلال إصلاح سياسي يواكب ويحمي ويرعى هذه الإصلاحات ويضمن بقاءها واستمرارها وعدم اعتبارها مشاريع شخصية تبدأ بوجود أشخاص وتنتهي بمغادرتهم.



من النقاط المهمة في اللقاء المهم، الحديث عن الفساد، والذي كان هو سرطان التنمية في العقود الماضية، والذي كان ينمو بشكل مثير للرعب. الجو العام وأحاديث المسؤولين ـ وآخرها وأهمها هو اللقاء محور هذا المقال ـ كلها مؤشرات تدل على أننا الآن قد وصلنا إلى اللحظة التي نواجه فيها الحقيقة التي تقول الطريقة الوحيدة والمتاحة لشفاء جسد الوطن الآن ووقايته مستقبلا هي استئصال ورم الفساد، وتحمل الألم هو الوسيلة الوحيدة لعمر أطول وأسعد وأكثر صحة.



والأمر ليس سهلا ولكنه ليس مستحيلا، وسبب الصعوبة أن الفساد أصبح في نظر الناس ـ أو كثير منهم ـ مشرعنا ومقبولا ومألوفا، والتطبيع مع الفساد أمر أخطر من الفساد نفسه، كثيرون يعتبرون الحصول على الأموال العامة دليل حنكة وذكاء و«مرجلة»، وقد كتبت سابقا عن «ذيبان» الذي يعيث في الأرض فسادا ويصفق له الناس في كل مكان.

وعلى أي حال..



أنا متفائل كثيرا بأنه الوقت الذي نعرف فيه اسم «الراشي» في قضايا الرشوة أصبح قريبا أكثر من أي وقت مضى، وهذه خطوة للأمام لأننا نسمع الآن عن المرتشي وعن عقوبته ولكننا لا نعلم من الذي قدم له الرشوة، وماذا حل به هو الآخر.



والغد أجمل إن شاء الله شريطة أن تكون الأرض التي تقف عليها الأحلام صلبة، لا تتغير بتغير السائرين عليها.. والسلام.



[email protected]