الألم شرط وجود!

الثلاثاء - 02 مايو 2017

Tue - 02 May 2017

جميعنا قد نكون مدينين لذلك الألم الذي قد رأيناه خبيثا في يوم ما، لطالما ننظر للأمور من زاوية مختلفة لا يجب أن ننظر من خلالها.. فلم لا ننظر لأمورنا من الزاوية المناسبة (زاوية الخير) كما ينظر لها رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ ولكننا لسنا فطنين كفاية حتى ندرك ذلك!

دعونا نتخيل قليلا حياتنا من دون ذلك الألم الذي كرهناه.. وكيف نعرف ما يؤذينا وندركه؟ كيف نعرف مشكلاتنا وما طرقنا التي يجب علينا أن نسلكها! الألم يرشدنا للصواب يخبرنا بأن الأمور لا تسير على ما يرام ويجب تعديلها! ينبهنا بأننا يجب أن نعدل ما يجب تعديله حتى يتم إصلاح الأمور، تخيل لوهلة بأننا لا نتألم وفجأة نصاب بمرض يسلب أرواحنا! فلا ننتبه إلى أي مرض إلا إذا تطور وتفاقم وظهرت له أعراض متقدمة، ولهذا قد يكون ألمنا نعمة لا نقمة.

فلهذا أقول: «الألم هو شرط وجود، فبدون ألم لا أكون موجودا!»، فالألم معنى للحياة.. وهو مذاق تدرك من خلاله قيمة الحياة! وتعرف قيمة الاستمتاع بظلالها، والحفاظ عليها وكذلك التقدم فيها!

يتألم كل إنسان فيبحث جاهدا عن سبب آلامه، ليعالج السبب حتى تزول تلك الآلام فيشعر بالارتياح، فكلما كان ذاك الألم شديدا يكون الارتياح رائعا عميقا عظيما ويصاحب زواله إحساس باللذة.. هذه اللذة لن تتواجد في حال لم يتواجد ذلك الألم! وفي خلال هذه اللحظات نشعر بمذاق عذب للحياة.. هي لحظة نشوى لا تدرك إلا مع زوال الألم، فننهض ونعود لنسير في الحياة وقد اكتسبنا تجربة جديدة ووعيا جديدا يؤكد لنا بأننا يجب أن نحيا حياتنا ونعيشها، وأن لحياتنا معنى..

فعلينا أن ندرك «بأن الحياة هي أمنا الكبيرة.. ومثلما يجب أن يتألم الإنسان ليزداد التصاقا بأمه، فإنه يجب أن يتألم أيضا ليزداد التصاقا بالحياة، وإلا فقد معناها ثم فقدها!»

هذا هو قدرنا هذه هي حياتنا.. فكما كتب علينا أن نحيا كتب لنا أن نتألم، فمن أراد أن يعيش تلك الحياة فعليه أن يتألم! لا بد من ذلك، لا بد من أن ندفع ثمن العيش في الحياة.. فحياتنا ثمينة فعلينا أن ندفع الثمن باهظا.. فكما عرف الألم بقسوته، عرفت الحياة بلذتها ومتعتها وجمالها!