خطورة العبث بالممتلكات العامة

الثلاثاء - 02 مايو 2017

Tue - 02 May 2017

التنمية الاجتماعية تهدف لتطوير ورقي السلوك الممارس في أي مجتمع من أجل استمرار التنمية الشاملة والمحافظة على الممتلكات بجميع أنواعها، وفي مجتمعنا السعودي تتعرض الممتلكات وخاصة العامة في بعض المدن والقرى للتحطيم والعبث والتشويه بشكل ملحوظ.

وبلا شك فإن هذا التدمير والتخريب المتكرر يحزن ويؤلم كل من هو محب ومخلص لأمته وبلاده؛ لأنه يدرك ويقدر مدى الجهد والوقت والمال الذي تم إنفاقه من أجل البناء والانتقال إلى مرحلة المدنية المعاصرة الهادفة للرقي بالمواطن السعودي، وتحقيق نمط العيش الكريم المتحضر والمواكب للتطور الإنساني في دول العالم المتقدم وفق قيمنا السامية والصالحة لكل زمان نمر به ونحن فوق تضاريس الوطن الكبير، والذي جاد بثرواته الهائلة والمتدفقة منذ سنوات ليست قليلة لتتحول هذه الثروات بفضل الله ثم بسواعد المحبين لهذا الكيان المقدس إلى وطن يحفل بكل ما يسعد ويهم المواطن من ممتلكات عامة تم إنجازها وفق أفضل التصاميم والطرز الحديثة.

وبالرغم من محافظة واستفادة الكثير من هذه المنجزات الحضارية إلا إننا نجد بعض أبناء جلدتنا يتنكر لكل الجهود التي بذلت من أجل أن تكون هذه المنجزات واقعا نعيشه ونحافظ عليه؛ فيقوم بإتلاف كل جزء يتواجد به أو يستفيد منه وإن تعذر عليه شيء من ذلك لم يفته التفنن في تشويه ما تقع عليه يده وعينه بأساليب لم يبتكرها إلا هذا المسيء لنفسه أولا ولمنجزاتنا الرائعة.

وشواهد العبث بالمنجزات والممتلكات العامة في كثير من المدن لم تقتصر على القليل منها بل شمل معظمها من مدارس ومعاهد وجامعات حيث تم تحطيم أثاثها وأجهزتها والكتابة على أسوارها، وللحدائق والمسطحات الخضراء الجميلة نصيب سيئ من التشويه بشكل متعمد وذلك بإشعال النيران داخلها من أجل ممارسة الطهي ويعقبه ترك مخلفات التنزه.

وامتد العبث إلى أجهزة الصراف الآلي التي توقف بعضها عن العمل بسبب سوء استخدامها وتحطيم شاشاتها وسكب السوائل عليها، وألصق حولها إعلانات لاستنزاف القدرات المالية للأفراد، ولم تسلم الشوارع داخل الأحياء من العبث فتم طمس لوحات مسميات الشوارع والعبث بأغطية بعض مناهل الصرف وإجراء بعض الحفريات وتركها أو القيام بردمها وسفلتتها بأسلوب عشوائي يتضح خطره بعد هطول الأمطار وانجراف وهبوط التربة ليتعرض المارة للخطر بشكل دائم، وأعمدة الإنارة في هذه الشوارع تعرضت للتلف الجزئي أو الكلي بسبب اصطدام المركبات بها وإيقافها عن الاستمرار بالإنارة، والأرصفة الحديثة مساحات منها أتلفت أرضياتها نتيجة وقوف المركبات الخاطئ، ولمحولات وخلايا التيار الكهربائي والعدادات عبث من نوع خاص فتم تحطيم بعض أجزائها وترك أبوابها مفتوحة ووضع النفايات عليها.

ومظاهر العبث والتخريب تلك هي جريمة إفساد بحق الوطن وأهله؛ لأنها هدر للاقتصاد المحلي وتحرم مجتمعنا من الاستفادة الحقيقية والمستمرة من الممتلكات العامة، وتهدر جميع ما بذل من أجل وجودها فوق تراب المدن والقرى وخدمة من يقصدها ويستخدمها، وتكلف خزينة المال العام مبالغ هائلة وأعباء جديدة من أجل أعمال الإصلاح والصيانة المستمرة.