إن أصعب ما يواجه الفرد أن يقصى ويحكم عليه بناء على جنسيته، أو لون بشرته، أو معتقداته أيا كانت رغم موهبته أو جودة إنتاجه، ولا يبدو أن العالم قد تخلص من العنصرية بعد، فاليوم وبسبب كثير من الفئات المتطرفة في الإسلام، البعيدة كل البعد عن دين السلام أصبح البعض يقرن المسلم بالإرهاب، واللحية بالتشدد، والتسامح بعدمه، لقد أصبح الأمر أكثر صعوبة من ذي قبل، والمسلم محاصر أكثر من أي زمن مضى، يقصى ويستثنى ولا ينظر لإبداعه بشكل مباشر.
كتبت "ملينا رايزك" في صحيفة نيويورك تايمز مقالة تقول فيها: أصبح من الصعب تضمين شخصية مسلمة في مشهد من مسلسل أمريكي، وفي معظم الأوقات تكون الشخصيات المسلمة مشاركة في مشاهد الإرهاب، بينما الأدوار والمشاهد الأخرى مغيبة جدا عن الممثلين المسلمين، فهل يمكن لهذا الأمر أن يتغير، خاصة بعد فوز المرشح "دونالد ترمب" الذي يرغب في إيقاف هجرة المسلمين؟ أم إنها ستكون أكثر صعوبة من ذي قبل؟
بعد مرور أقل من أسبوعين على يوم الانتخابات اجتمع خمسة من صانعي المسلسلات في نيويورك لمناقشة تمثيل المسلمين على شاشة التلفاز، وهم "هوارد جوردن" وهو المنتج التنفيذي لمسلسل 24 الذي واجه هذه المشاكل واندمج في المجتمعات الإسلامية ليزيد من فهمه لتلك الجماعات، و"جوشوا سافران" منتج مسلسل كوانتيكو، ومن بين العاملين في مجال المسلسلات من المسلمين تواجد في الاجتماع "اساف ماندفي" وهو ممثل هندي وكاتب سيناريو، و"زرقاء نواز" وهي كاتبة بريطانية كندية ومخرجة من أصل باكستاني، و"شيرين دعيبس" وهي كاتبة ومنتجة ومخرجة أفلام من أصل فلسطيني، وكانت المحادثة مدروسة وحريصة وكان الجميع على اطلاع على المخاطر.
تقول سو عبيدي – مديرة مكتب هوليوود لمجلس شؤون المسلمين العامة - بأن الانتخابات ثقافة يمكن أن تؤثر في طريقة شعور الآخرين. هنا، نذكر بعض المقتطفات التي وردت في الاجتماع:
اساف ماندفي: أعتقد أن الوضع أصبح أكثر صعوبة، خاصة للمنتمين إلى مجتمعات إسلامية، وكممثل ترغب في أن تكون صادقا في القصة التي تؤديها بحيث تعكس صورة حسنة عن المسلمين وفي بعض الأوقات يكون هذا الصدق مخالفا للدور التمثيلي، وفي الوقت نفسه تريد أن توازن بين هذا الصورة الإيجابية وبين الواقع الحالي والتي لا تكون دائما إيجابية.
أما بالنسبة لبرنامج الواقع All-American Muslim الذي تحدث عن حياة المسلمين الحقيقية، فقد ظهرت في برنامج The Daily Show وتحدثت عنه وقال الجميع إن البرنامج يسوق للمسلمين ويظهرهم بشكل جيد وودود ولا يجب أن نثق بالمسلمين، وتوقف عرض البرنامج لأننا خسرنا الأموال التسويقية له، وعندما يخلق الكاتب غير المسلم شخصية مسلمة في المسلسل فتكون إما إرهابية أو متدينة وطيبة جدا. فلا يوجد توازن بين الجانبين.
وقالت زرقاء نواز: هذا الأمر هو ما كنت أخشاه عندما أنتجت مسلسل "مسجد صغير على المرج"، وقلت سأتحدث عن شخصية إمام مسجد مؤيد للنساء وللشباب وهي صورة معاكسة لصورة كراهية النساء، وكانت هناك مخاوف حول ردة فعل المجتمع الإسلامي، ولكن العكس تماما هو ما حدث لأن المسلسل كان حول المجتمع الإسلامي كله الجيد والسيئ منه، فاستطاع المسلسل أن يعكس صورة إنسانية للمسلمين، وأصبح كثيرون يقولون لي بأنهم يملكون المواضيع والاختلافات نفسها في معابدهم أو كنائسهم، ولكن الكارهين للإسلام كانوا كارهين للمسلسل وقالوا: لماذا تعرض شبكة تلفاز كندية مسلسلا حول المسلمين، ولكنني متأملة بالمستقبل، فسبق أن قدمت مسلسلا لإحدى الشبكات التلفزيونية عن أسرة مسلمة وقيل لي بأنه من المستحيل عرض امرأة محجبة على شبكة أمريكية، والآن مسلسل "كوانتيكو" يدور حول شخصية محجبة.
أما شيرين دعيبس فتقول: أعتقد بأننا نحتاج إلى تصور حقيقي، فأنا كنت أرغب في عرض مسلسل حول عائلة مسلمة من مدينة "ديربورن" ولاية ميشيجان وهو أكبر مجتمع للعرب خارج الشرق الأوسط، وأردت أن أصور دراما العائلة العربية الأصلية، وعندما اتجهت إلى سوق الإنتاج التلفزيوني اقترح الجميع أن أضيف عنصرا إرهابيا إلى القصة، وانتهى المطاف بأن أضفت هذا العنصر من جهة الاتهامات الباطلة للإرهاب، ولكنني فقدت الاهتمام بالمسلسل لأنه لا يمكن أن نستمر في إظهار المسلمين كإرهابين حتى لو كان اتهاما كاذبا.
يقول جوشوا سافران: بعد يوم الانتخابات اجتمعنا مع الكتاب الآخرين وتحدثنا لساعات طويلة وتواصلنا مع القناة التلفزيونية وأخبرناهم بأننا نريد تغيير فكرة المسلسل التي كانت عن الإرهاب ووافقوا على ذلك، لا أريد أن أشاهد مسلسلا عن الإرهاب بعد الآن، فنحن سنغير فكرة المسلسل لكي نستطيع أن ننشر صورة أكثر تفاؤلا في هذا الوقت السيئ.
وقال هوارد جوردن: استطعنا أن نخبر قصة خاصة للعالم، ففي مسلسل 24 كانت الأصداء جيدة ولكن خلال الموسم الأول وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي غيرت المعنى بشكل جذري، ولفت انتباهي بعض المسلمين الأمريكيين عندما قالوا بأنهم يحبون مشاهدة المسلسل إلا أنني بهذا سأشارك في الإرهاب وكراهية الأجانب، وهذا الأمر بدأ محادثة جديدة تبين أن المسلسل يدور حول الإرهاب وبين مسؤولية عدم الاتجار بالقوالب النمطية حول المسلمين.
كتبت "ملينا رايزك" في صحيفة نيويورك تايمز مقالة تقول فيها: أصبح من الصعب تضمين شخصية مسلمة في مشهد من مسلسل أمريكي، وفي معظم الأوقات تكون الشخصيات المسلمة مشاركة في مشاهد الإرهاب، بينما الأدوار والمشاهد الأخرى مغيبة جدا عن الممثلين المسلمين، فهل يمكن لهذا الأمر أن يتغير، خاصة بعد فوز المرشح "دونالد ترمب" الذي يرغب في إيقاف هجرة المسلمين؟ أم إنها ستكون أكثر صعوبة من ذي قبل؟
بعد مرور أقل من أسبوعين على يوم الانتخابات اجتمع خمسة من صانعي المسلسلات في نيويورك لمناقشة تمثيل المسلمين على شاشة التلفاز، وهم "هوارد جوردن" وهو المنتج التنفيذي لمسلسل 24 الذي واجه هذه المشاكل واندمج في المجتمعات الإسلامية ليزيد من فهمه لتلك الجماعات، و"جوشوا سافران" منتج مسلسل كوانتيكو، ومن بين العاملين في مجال المسلسلات من المسلمين تواجد في الاجتماع "اساف ماندفي" وهو ممثل هندي وكاتب سيناريو، و"زرقاء نواز" وهي كاتبة بريطانية كندية ومخرجة من أصل باكستاني، و"شيرين دعيبس" وهي كاتبة ومنتجة ومخرجة أفلام من أصل فلسطيني، وكانت المحادثة مدروسة وحريصة وكان الجميع على اطلاع على المخاطر.
تقول سو عبيدي – مديرة مكتب هوليوود لمجلس شؤون المسلمين العامة - بأن الانتخابات ثقافة يمكن أن تؤثر في طريقة شعور الآخرين. هنا، نذكر بعض المقتطفات التي وردت في الاجتماع:
اساف ماندفي: أعتقد أن الوضع أصبح أكثر صعوبة، خاصة للمنتمين إلى مجتمعات إسلامية، وكممثل ترغب في أن تكون صادقا في القصة التي تؤديها بحيث تعكس صورة حسنة عن المسلمين وفي بعض الأوقات يكون هذا الصدق مخالفا للدور التمثيلي، وفي الوقت نفسه تريد أن توازن بين هذا الصورة الإيجابية وبين الواقع الحالي والتي لا تكون دائما إيجابية.
أما بالنسبة لبرنامج الواقع All-American Muslim الذي تحدث عن حياة المسلمين الحقيقية، فقد ظهرت في برنامج The Daily Show وتحدثت عنه وقال الجميع إن البرنامج يسوق للمسلمين ويظهرهم بشكل جيد وودود ولا يجب أن نثق بالمسلمين، وتوقف عرض البرنامج لأننا خسرنا الأموال التسويقية له، وعندما يخلق الكاتب غير المسلم شخصية مسلمة في المسلسل فتكون إما إرهابية أو متدينة وطيبة جدا. فلا يوجد توازن بين الجانبين.
وقالت زرقاء نواز: هذا الأمر هو ما كنت أخشاه عندما أنتجت مسلسل "مسجد صغير على المرج"، وقلت سأتحدث عن شخصية إمام مسجد مؤيد للنساء وللشباب وهي صورة معاكسة لصورة كراهية النساء، وكانت هناك مخاوف حول ردة فعل المجتمع الإسلامي، ولكن العكس تماما هو ما حدث لأن المسلسل كان حول المجتمع الإسلامي كله الجيد والسيئ منه، فاستطاع المسلسل أن يعكس صورة إنسانية للمسلمين، وأصبح كثيرون يقولون لي بأنهم يملكون المواضيع والاختلافات نفسها في معابدهم أو كنائسهم، ولكن الكارهين للإسلام كانوا كارهين للمسلسل وقالوا: لماذا تعرض شبكة تلفاز كندية مسلسلا حول المسلمين، ولكنني متأملة بالمستقبل، فسبق أن قدمت مسلسلا لإحدى الشبكات التلفزيونية عن أسرة مسلمة وقيل لي بأنه من المستحيل عرض امرأة محجبة على شبكة أمريكية، والآن مسلسل "كوانتيكو" يدور حول شخصية محجبة.
أما شيرين دعيبس فتقول: أعتقد بأننا نحتاج إلى تصور حقيقي، فأنا كنت أرغب في عرض مسلسل حول عائلة مسلمة من مدينة "ديربورن" ولاية ميشيجان وهو أكبر مجتمع للعرب خارج الشرق الأوسط، وأردت أن أصور دراما العائلة العربية الأصلية، وعندما اتجهت إلى سوق الإنتاج التلفزيوني اقترح الجميع أن أضيف عنصرا إرهابيا إلى القصة، وانتهى المطاف بأن أضفت هذا العنصر من جهة الاتهامات الباطلة للإرهاب، ولكنني فقدت الاهتمام بالمسلسل لأنه لا يمكن أن نستمر في إظهار المسلمين كإرهابين حتى لو كان اتهاما كاذبا.
يقول جوشوا سافران: بعد يوم الانتخابات اجتمعنا مع الكتاب الآخرين وتحدثنا لساعات طويلة وتواصلنا مع القناة التلفزيونية وأخبرناهم بأننا نريد تغيير فكرة المسلسل التي كانت عن الإرهاب ووافقوا على ذلك، لا أريد أن أشاهد مسلسلا عن الإرهاب بعد الآن، فنحن سنغير فكرة المسلسل لكي نستطيع أن ننشر صورة أكثر تفاؤلا في هذا الوقت السيئ.
وقال هوارد جوردن: استطعنا أن نخبر قصة خاصة للعالم، ففي مسلسل 24 كانت الأصداء جيدة ولكن خلال الموسم الأول وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي غيرت المعنى بشكل جذري، ولفت انتباهي بعض المسلمين الأمريكيين عندما قالوا بأنهم يحبون مشاهدة المسلسل إلا أنني بهذا سأشارك في الإرهاب وكراهية الأجانب، وهذا الأمر بدأ محادثة جديدة تبين أن المسلسل يدور حول الإرهاب وبين مسؤولية عدم الاتجار بالقوالب النمطية حول المسلمين.