النهضة الصناعية.. لنبدأ الخطوة الأولى

الاحد - 30 أبريل 2017

Sun - 30 Apr 2017

تبدأ رحلة اﻷلف ميل بخطوة، وليس المهم هو حجم تلك الخطوة، المهم أن نخطو ونمشي على الطريق لتكون تلك هي البداية نحو الوصول لقمة الهرم والهدف المراد الوصول إليه، وهو مزاحمة اﻷمم في الصناعة واﻹنتاج الذي يجب أن يلازمه اﻹتقان والدقة.

وتماشيا مع الرؤية المباركة 2030 وددت أن أكتب لكم عن قاعدة مهمة ومتينة وتعد من أهم ركائز هذه الرؤية، وستسهم بتوفير مصادر دخل ثابتة للدولة، وهي الصناعة الثقيلة والخفيفة، فهي تعد مصدر دخل قوي ﻷي دولة تريد أن يكون اقتصادها قويا وثابتا، ولا يتأثر بأي عوامل أخرى ما دامت تصنع وتنتج وتصدر، وإذا ما أردنا أن نكون في مصاف الدول المنتجة والمصنعة يجب أن نستغل جيدا المواد الخام المتوفرة لنا، فلدينا المكونات اﻷساسية يا سادة فقط نحتاج لوصفة متقنة من مصدر ذي خبرة وباع طويل لتدريب الأيدي العاملة والتي ستصبح يوما ما مصدر إلهام وثقة وتحفيز إذا ما أعطيت الفرصة، لدينا مساحات شاسعة من الشمال إلى الجنوب مرورا بالشرق والغرب نستطيع جعلها مكانا وورشة عمل دؤوبة لتزويد العالم بالصناعات الثقيلة والخفيفة لتصبح درة مصانع العالم فقط، لنبدأ بوضع النواة اﻷولى لنراها تكبر وتكبر يوما بعد يوم، ولا ننسى التنويع في النوع والكم.

للوصول لذروة اﻹبداع واﻹنجاز من اﻷيدي العاملة - والتي يجب الحرص أن تكون سعودية - يجب التركيز على كل ما يجذب اﻷيدي العاملة الوطنية وأهمها توفير اﻷمان الوظيفي؛ لجذب اﻷيدي العاملة التي دائما ما تبحث عن الاستقرار المالي كما هو حال القطاع الحكومي الذي يجذب كل مواطن يبحث عن وظيفة واستقرار مالي، إذا ما أردنا أن نضع أنفسنا على خارطة الصناعة العالمية يجب أن تتولى الحكومة الجزء الأكبر في هذا المجال ـ الذي سيحقق الرؤية المباركة 2030 ـ لجذب اﻷيدي العاملة ودعمها وتوفير فرص العمل لها وسعودتها بالكامل حتى نقضي على نسبة كبيرة من البطالة؛ التي ندرك جيدا سلبياتها وآثارها على المجتمعات.

ختاما: آن الأوان أن تنهضي وتنفضي عنك غبار اﻷزمنة، وتعبري عبر الزمان الأمكنة، وتجددي عهدا مع اﻹصلاح والنهضة والتنمية، بسواعد شبابك ستصلين إلى بر اﻷمان وتنالين خير منزلة، نريد أن نرى مصنعا سعوديا لصناعة السيارات والاستفادة من خبرات عالمية في هذا المجال، نريد أن نرى مصانع للأزياء بأيدي مصممات وحائكات سعوديات، فلا ينقصنا شيء للقيام بذلك؛ حتى تكسب المرأة السعودية من عرق جبينها وتزود العالم بأرقى التصاميم من مصانع حكومية كبرى، نريد أن نرى مصانع للألعاب أسوة بالصين التي غطت العالم بإنتاجها؛ ما الذي ينقصنا للبدء فلنبدأ، فرحلة اﻷلف ميل تبدأ بخطوة، آن الأوان ﻷن نكون مصدرين لا موردين، لتأخذ المملكة العربية السعودية مكانها الصحيح في خارطة الصناعة العالمية.