عبدالله المزهر

الإنس والأمريكان

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 27 أبريل 2017

Thu - 27 Apr 2017

يقال ـ والعهدة على ناقلي الأخبار ـ إن باحثين اكتشفوا بعض الآثار في ولاية كاليفورنيا الأمريكية تظهر أن الإنسان وصل إلى الأمريكيتين قبل مئة وثلاثين ألف سنة، وهو وقت يسبق وجود آدم على الأرض بأكثر من مئة ألف سنة. وبالطبع فإني لا أعتقد أن عاقلا ينتظر مني في هذا المقال أن أتحدث عن أصل الإنسان وتاريخ وجوده على هذا الكوكب، وهل كان الجنس البشري موجودا قبل آدم عليه السلام أم لم يكن، ففي هذا كلام كثير يمكن تصنيفه لدى غير المختصين على أنه من العلم الذي لا ينفع.



الفكرة أن الآثار التي وجدت هي نقوش لأدوات تستخدم عادة للقتل، وهذا دليل كاف ومنطقي على مرور الإنسان وليس مجرد قرينة. فالإنسان مشغول بقتل بقية الكائنات الحية منذ وجوده سواء قبل آدم عليه السلام أو بعده، وبسبب سجله الإجرامي السابق فقد تساءلت الملائكة عن جعله خليفة في الأرض (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون).



وكون هذه الآثار وجدت في أمريكا فهذه قرينة أخرى أيضا فمن الواضح أن سكان تلك الديار، سواء الأصليين أو القادمين إليها من العالم القديم، لديهم هذا الهوس أيضا بقتل بقية مخلوقات الكوكب.



صحيح أن أمريكا هي «أم الدنيا» في نظر بعض الخلق، ولكنها أيضا زوجة الأب في نظر بقية الخلق والأرقام أمر يمكن الاعتماد عليه في موضوع «شهوة القتل» بعيدا عن محبتنا لأمريكا من عدمها.



وعلى أي حال..



القراءة حول التاريخ والآثار ممتعة ولذيذة، وهو شأن كل أمر غير مفيد، وأنا أعتقد أن الوقت من يوم كتابة هذا المقال حتى يوم نزول راتب الشهر القادم أكثر وأطول وأهم من المئة والثلاثين ألف سنة التي مرت منذ وجود الإنسان في أمريكا. أطول حتى من الفترة التي تفصلنا عن اكتشاف علماء آثار ـ لا أعرف جنسهم ـ بعد ملايين السنين لنقوش في أمريكا تثبت أن الإنسان الذي عاش هناك كان السبب الرئيسي في انقراض الجنس البشري.



[email protected]