عبدالرزاق سعيد حسنين

تدريب الحج والعمرة.. إنجاز

الثلاثاء - 18 أبريل 2017

Tue - 18 Apr 2017

في ظل القفزة التقنية المعاصرة وتنامي متطلبات العمل المؤسساتي في جميع قطاعات الدولة، تسعى وزارة الحج والعمرة إلى مواكبة عجلة التطوير وتحسين الأداء، الذي بالضرورة يبدأ بأهم العناصر في تقديم تلك الخدمات الميدانية لمنسوبي أرباب الطوائف (مطوفين وأدلاء زمازمة ووكلاء)، إضافة إلى القائمين على خدمات المعتمرين وحجاج الداخل ومنسوبي الوزارة، وعليه فقد أنشأت الوزارة مركزا متخصصا لتدريب العاملين، بإشراف مباشر من وكالة الوزارة للتخطيط والتطوير، يديره العديد من الكفاءات ذات الخبرة العلمية والعملية في خدمة الحجاج والمعتمرين، بالاستعانة ببيوت الخبرة في شؤون التدريب، ولقد واجه ذلك الدور التدريبي كغيره من البرامج، العديد من الأصوات المؤيدة والمتحفظة، لأسباب بعضها ذات قناعات مشاعة بين المستهدفين من تلك البرامج التدريبية، وإن كنت أميل لبعضها وصرحت بوجهة نظري لسعادة وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد بن طلال سمسم، وباعتبار أن من أهداف البرنامج التدريبي رضا العميل، دأبت الوزارة مشكورة للاستماع إلى كل تلك الأصوات للارتقاء بخدمات مركز التدريب ليبلغ الهدف المنشود من إنشائه، وتم تدارك بعض الملاحظات التي وضعت محل اعتبار وتقدير القائمين على مركز تدريب العاملين في الحج والعمرة، باعتبار أن التدريب أثناء الخدمة يهيئ المتدربين لاكتساب مهارات جديدة، ويساعد على اكتساب اتجاهات إيجابية تتواءم وقداسة المهنة التي نقوم بها نحو ضيوف الرحمن، ولرفع الروح المعنوية وزيادة الإنتاجية في العمل وتحسين الأداء، بالاطلاع الجاد على كل ما هو جديد في خطط الحج والعمرة، بل وزيادة الانتماء المؤسساتي للمتدربين، لإشعارهم بأنهم العنصر الأهم في تطوير الأداء ورقي الإنتاج، ولا يختلف اثنان في أن تدريب العاملين أثناء الخدمة يكسبهم آفاقا معرفية وعملية جديدة في مهنتهم، في ظل التحديات المعاصرة التي نعيشها، وتبادل الخبرات والآراء لمواجهة صعوبات المهنة وأسبابها والحلول المناسبة لتداركها، بما يهدف إلى حسن الأداء لتقديم خدمات راقية، ابتغاء مرضاة الله تعالى وبما يحقق مؤشرا مرتفعا لرضا ضيوف الرحمن حجاجا ومعتمرين، الذين تسعى قيادتنا السعودية حفظها الله إلى تسخير كل إمكانياتها المدنية والعسكرية لتيسير أداء نسكهم، ولقد حضرت الأسبوع الماضي إحدى تلك الدورات، تحت مسمى (فقه المناسك)، يلقيها باحترافية عالية أكاديمي ينتمي إلى إحدى مؤسسات أرباب الطوائف، حضرتها متدربا بشغف المطوف والناقد، لما كان يتداول من الأصوات المتحفظة على بعض طرق الأداء لتلك الدورات، وفي الحقيقة وبلا تملق، لمست تفاعلا غير مستغرب من المشاركين في الدورة، وجلهم من المطوفين وأبنائهم، المنخرطين في خدمة الحاج، وكان للمحاضر الدور الفاعل لتمكنه من المادة العلمية بحكم تخصصه، وكذا تقبل الحضور لشخصه لخبرته كمطوف في خدمة ضيوف الرحمن، وإلمامه بمتطلبات الحجاج والخطط المستجدة للجهات المعنية في شؤون الحج. ولقد أفادني مسؤول وزارة الحج والعمرة المراقب لتلك الدورات بأن مركز تدريب العاملين في الحج والعمرة، يشرف على تنفيذ العديد من البرامج التدريبية المستهدفة في كل من (مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة)، ومنها التخصصات التالية:

استخدام الحاسب الآلي في الأعمال المكتبية، إعداد وتأهيل موظفي الصفوف الأمامية، المعايير الحديثة للمراقبة والمتابعة، المهارات الحديثة في السكرتارية التنفيذية وإدارة المكاتب، إدارة الكوارث والأزمات، تطوير الخطط التشغيلية، حل المشكلات واتخاذ القرارات، مهارات إعداد وكتابة التقارير، مهارات الإشراف الميداني وتصويب الأخطاء، مهارات التخطيط الاستراتيجي، مهارات التعامل مع ضغوط العمل، ولكل ما أوردته أبارك لوزارة الحج والعمرة ذلك الدور الريادي في تدريب العاملين في الحج والعمرة، بما يلزم بالضرورة اتساع الدائرة، لتشمل القائمين على خدمات حجاج الداخل، وكل منسوبي الوزارة، بما يتواءم وخططها للارتقاء بالمهنة والقائمين عليها، على أن تحتسب في سجلهم بنقاط تفيدهم في سلم الأداء الوظيفي، وأختتم بعد الصلاة على النبي الهاشمي وآله، بالابتهال إلى الله بأن يحفظ الوطن حكومة وشعبا وجميع بلاد المسلمين.