أخطأ صاحب السيارة فاعتذر!

الجمعة - 14 أبريل 2017

Fri - 14 Apr 2017

الاعتراف بالخطأ والاعتذار للشخص الذي أخطأت عليه شجاعة وقوة تزيدان من ثقتك بنفسك، وترفعان من رصيد احترام وتقدير الآخرين لك. وحول هذا المعنى يقول ديل كارنيجي «كل أحمق يستطيع الدفاع عن أخطائه، أما أن تعترف بأخطائك فهذا هو سبيلك إلى الارتفاع فوق درجات الناس وإلى الإحساس بالسمو والرقي»!

الاعتذار عن الخطأ مظهر حضاري يعكس مستوى النضج والثقة بالنفس، وهو شائع في المجتمعات الغربية التي ترى في الاعتراف بالخطأ وتقديم الاعتذار عنه إكبار ورفعة للنفس، بينما في المجتمعات الشرقية – في عصرنا الحالي – نجد ذلك قليلا أو نادرا جدا، والبعض يرى أن الاعتذار ضعف وانكسار.

مؤخرا نشرت امرأة أمريكية في موقع «إمجور» قصتها مع رجل قدم الاعتذار لها لأنه أوقف سيارته في الموقف الخاص بها. قالت إنها فوجئت في أحد الأيام عند عودتها من عملها بوقوف سيارة شخص لا تعرفه في الموقف الخاص بها أمام منزلها، ولم تجد مكانا لإيقاف سيارتها إلا على الطريق الرئيس ونتيجة لذلك فقد حصلت على مخالفة مرورية بسبب إيقاف سيارتها في مكان غير مخصص لوقوف السيارات؛ غضبت المرأة وأرادت أن تشعر ذلك الشخص الغريب الذي أوقف سيارته في مكان وقوف سيارتها بعظيم خطئه، فكتبت له رسالة تقول فيها: أهلا أيها الغريب لقد أوقفت أمس سيارتك في موقفي الخاص، وما زلت، ولقد حصلت على مخالفة الوقوف في المواقف العامة بدون تصريح؛ أنا مفلسة وهذا موقف خاص وكان بالإمكان أن أقوم بسحب سيارتك، ولكن لم أفعل، أرجو ألا تستخدم الموقف مرة أخرى. ثم وضعت المرأة الرسالة في ظرف ووضعته على زجاج سيارته!

عندما قرأ ذلك الشخص الغريب الرسالة شعر أنه أخطأ، فكتب على ظهر رسالتها هذه الكلمات: بداية أود أن أعتذر لاستخدامي موقفك، وأنا المسؤول عن هذا الخطأ لذلك أود أن أعطيك مبلغ مئة دولار لتدفعي قيمة المخالفة أو أي شيء آخر تحتاجينه لكنك تعلمين أنه في هذا الوقت من السنة يصعب إيجاد موقف. ثم وضع الرسالة في الظرف نفسه ومعها مئة دولار ووضعها على زجاج سيارة المرأة!

الاعتذار الصادق عن الخطأ ثقافة راقية يعتقد الجاهلون أنها إهانة للنفس، لكن الحقيقة أنه لا يجرح كرامتك، بل يجعلك كبيرا في عين من أخطأت بحقه؛ فالاعتذار من شيم الكبار وخلق من أخلاق الأقوياء وعلامة من علامات الثقة بالنفس التي لا يتصف بها إلا الأنقياء!

أخيرا، الاعتذار ينفي عن صاحبه صفة التعالي والكبر، ويمنحه المصداقية والثقة والمحبة في قلوب الآخرين لذلك إن أخطأت فاعتذر. وثق تماما إذا كان الاعتذار ثقيلا على نفسك، فالإساءة ثقيلة على نفوس الآخرين أيضا.