مانع اليامي

أمرهم فوضى.. رحلة العودة إلى الوراء والهروب من الأسئلة

الأربعاء - 12 أبريل 2017

Wed - 12 Apr 2017

بين الفوضى المجتمعية في مفهومها العام وفوضى المذهبية في مساراتها المتعرجة ملامح لا تستطيع ستر نفسها مهما بلغت درجة التحوط ومساندة من أراد التشويش على المشتركات أو محاولة القفز فوقها، فالفوضى أقرب إلى فقدان التوازن أو هي قضية غياب المنطق إذا جاز القول، ومن أضدادها الترتيب والسكينة والهدوء، بمعنى مختصر وربما أكثر دقة..



الفوضى تعني فقدان النظام ومقاومة كل شيء مستو ومثل هذا الفقد يجعل حركة الحياة تدور عارية من الجماليات، وربما الاستقرار في كثير من الأحايين، ولعل أقل النتائج في النهاية تبرز في تسيد الفراغ على المشهد مما يعبد الطريق لفوضى الأمر بين الناس، ولا ريب في المقابل أن يتوسع مدى الحاجة إلى العدالة لضبط الخلل أو لنقل كل خلل ينشأ

نتيجة الفوضى بمفهومها العام بصرف النظر عن اختلاف مساراتها أو تنقلها بين هذا الطريق وذاك، ما أكثر عيوب الفوضى المجتمعية حينما يكون الطمع محركها ورأس مثيراتها.



هنا ومقابل صد زحف الأطماع الدنيوية مثلا لا يستغرب أن تعلو نبرة صوت التذمر وتتصاعد وتيرة الشكاوى كلما حل «العدل»، فللفوضى المستريحون لها، مثل ما للمذهبية مروجوها والمستفيدون منها رغم أن النقاب كل النقاب لا يستر وجه المذهبية، فقبحها لا يحتمل الستر طويلا ولا يتلاشى في بطون ألوان المراوغة.



المؤكد أن للمذهبية على أساس النفور من الآخر ووضعه محل الاتهام الكثير من العورات المؤثرة في شق الصف، وهذا المفهوم لا يقبل الاختلاف عليه، فبين الشق وتوسيعه تبين جرة جماعات الضغط المذهبي المندسة إن جازت التسمية لتختصر عناء البحث على قصاص الأثر.



نعم من سوء الطالع أنها من جهة أخرى -أي المذهبية - أصبحت لدى البعض وسيلة استثمار لتحقيق المصالح الخاصة لا فرق اليوم بين أشرار الأغلبية وأشرار الأقلية في هذا المنحى، فكل فريق يسحبها جهته ويحاول استثمارها بطريقته، هذا ما يقوله المشهد، والتعميم ليس من الإنصاف، فثمة عقلاء، وثمة أخيار ميلهم إلى الألفة مكشوف، ووحدة الصف عندهم في المقدمة، وهم هنا وهناك يعملون في إطار الأسس الجامعة ضد الفروقات الهشة لتحويل الفوضى كيفما كانت إلى سكينة وأمان، وهذا هو المهم في وقت تتقلب فيه الأحوال تحت عنصر المفاجأة، فلنكن معهم بصدق وبينهم بود، الحديث للجميع.. أرهقتنا رحلة العودة الفوضوية إلى أضابير التاريخ وسئمنا الصمت في وجه أسئلة الحياة. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]