عبدالمطلوب مبارك البدراني

مجزرة خان شيخون

الثلاثاء - 11 أبريل 2017

Tue - 11 Apr 2017

هل هناك إجرام أكثر من هذا الإجرام الذي يفعله الأسد ضد شعبه؟ وهل هناك إرهاب أكثر من هذا الإرهاب الذي تدعمه روسيا حتى بعرقلتها مجلس الأمن من اتخاذ أي قرار ضد الأسد وزبانيته باستخدام حق النقض الفيتو؟ هذه المناظر التي نشاهدها للأطفال والنساء والشيوخ يصارعون الموت أمام أعين العالم المنهار منعدم الضمير، مع كل هذا تدعم روسيا بشار وزبانيته عيانا بيانا! أين حقوق الإنسان هذه التي يتشدق بها الغرب وأعضاء مجلس الأمن؟ أي أمن هذا؟ أسلحة كيماوية استشهد بسببها عدد كبير من الأبرياء.

الغاز أتى من الجو عن طريق الطائرات على خان شيخون في ريف أدلب، ثم تم قصف مستشفى المغارة، يعني أن الأمر مخطط له باستخدام الأسلحة الكيماوية، ومن ثم ضرب المستشفيات حتى لا يتم إسعاف المصابين. يبدو أن غاز الأعصاب ومواد سامة أخرى أكثر فتكا وضررا على الإنسان والحيوان قد استخدمت، ويظهر ذلك في عدد الضحايا وما شاهدناه من جثث ملقاة على الأرض وأطفال يلهثون وقد تمكن منهم التسمم والاختناق. أين حقوق الإنسان التي يتغنى بها الغرب؟ أين كانت أمريكا من هذا التحدي من الروس قبل أن تستيقظ أخيرا؟ قد يهتم الغرب بالحيوانات أكثر من اهتمامه بأطفال سوريا.

يجب على العالم أن يفيق من غفوته، وأن يتحد ويتخذ أجراء عاجلا وقرار فوريا ضد كيماوي الأسد، وتنزع الأسلحة المميتة من أيدي الطغاة، ويعاقب هذا المجرم بأشد العقوبات. الكل يعرف أن الأساس في هذا هي إيران والأسد بوحشيته المعهودة، والذي يعبث بشعبه بغطاء من الروس. هؤلاء الأطفال في ذمة الجميع، مناظر مقززة ومفزعة يندى لها الجبين. كل من يقف مع الأسد يلحقه العار من تلك الأفعال التي لا يمكن أن تحدث من إنسان سوي، بل لا يرتكبها إلا مجرم وطاغية تجرد من كل معاني الإنسانية.