إنسانية محمد وبر ملكة

الاثنين - 10 أبريل 2017

Mon - 10 Apr 2017

هكذا هي القيادة السعودية، وهكذا هي المواطنة السعودية، وهكذا هي صلة الأرحام، وهكذا وفاء الأزواج، وهكذا يجب أن يكون الإعلام السعودي، وهكذا هو الشعب السعودي بقلوبهم البيضاء.

كل هذه القيم تجسدت في قصة المواطنة ملكة على شاشة إم بي سي، فكما عتب عليها الجميع قبل أيام ها هم يصفقون لذلك العمل الإعلامي المحترف من خلال تلك القصة التي حملت كل القيم النبيلة في زمن تساقطت فيه معظم القيم الإنسانية من خلال قتل الإنسان لأخيه الإنسان.

لم تكن تلك القصة من وحي الخيال، ولم يكن أبطالها أشخاصا اعتباريين، بل إنها لأشخاص بسطاء قاوموا الظروف والصعاب نحو بر الوالدين، فعندما تضحي بنت من أجل أمها في أولادها وزوجها وتزور غياهب السجن، وتعبر الحدود لكي تحصل على قيمة علاج والدتها فإنها مثال مشرق للفتاة السعودية العربية المسلمة التي حافظت على هويتها وعلى قيمها وعلى إصرارها لكي تكون نموذجا لجميع فتياتنا الكريمات.

ولم تكن تلك الفتاة لوحدها فقد تحرك الإعلامي الأستاذ داود الشريان ومعه فريق عمله لتجسيد دور الإعلامي الحقيقي في نقل هموم الناس وتطلعاتهم، وقد كانت القيادة الكريمة حاضرة بكل معاني المسؤولية والإنسانية، وهنا كان ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بنخوته المعهودة وقلبه الكبير خير مثال للقيادة التي جعلت المواطن على رأس أولوياتها، فقد كان الأب الحنون الذي سخر كل قدرات المملكة من خلال رجال مخلصين في شتى القطاعات الأمنية والسياسية لكي يعيدوا البسمة على شفاه الأم المريضة، والبنت الطريدة، والزوج الوحيد، والخالة الفقيرة، والأبناء التائهين، لقد صنع المستحيل من أجل لم شمل أسرة شردتها الحروب وغدر الأقارب.

هكذا هي الفتاة السعودية العربية المسلمة نموذج للبر والإخلاص والإصرار والعفة، وقد ضربت مثالا تجسدت فيه كل عوامل الوفاء والبر من أجل أمها التي أعياها المرض والقهر.

وعلى الطرف الآخر كانت الخالة هي السند والعون لابنة أختها كلما دق ناقوس الخطر رغم قلة الحيلة والفقر فنعم الخالة، ولم يكن الزوج ابن الشام إلا وفيا مع زوجته وأمها، حيث رعاها في غياب ابنتها وحملها على ظهره مسافات طويلة ليظهر أصالة الرجل العربي الشهم الذي لم تثنه الظروف عن قيمه الكريمة.

ولم يخف الشعب السعودي مشاعره الجياشة وإنسانيته التلقائية في تفاعله مع تلك القصة الواقعية من خلال دموع الفرح والدعاء لولي العهد على لم شمل تلك الأسرة بعد أن يئست إلا من رحمة الله، ولم يستطع الإعلامي داود الشريان إخفاء دموع الفرحة وهي تنهمر من أحداث ومشاهد القصة التراجيدية الحزينة التي أصبحت سعيدة وما هي إلا دليل على إنسانية الإعلامي السعودي العربي الشريف.

نعم نتشرف بقيادة ترعى شعبها وإعلام ينقل هموم مواطن، ومواطنة ترفع الرأس، وشعب يملك أجمل إحساس.

وربما هناك الكثير من القصص التي تشابه تلك القصة في المآسي، ربما لم تر النور وتحتاج إلى معالجة، فيا حبذا لو أنشئ قسم بوزارة الداخلية لمعالجة مثل تلك الحالات إن لم يكن موجودا من قبل.

حفظ الله المملكة وقيادتها وشعبها الكريم، وأمد الله في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وولي ولي عهده الأمين.