كانت دوافعه أقوى من الضربة القاضية!

الجمعة - 07 أبريل 2017

Fri - 07 Apr 2017

الدوافع للإنسان كالوقود للسيارة، فوقود السيارة عندما ينفد تتوقف ولا تتحرك، وكذلك الإنسان إذا لم تكن لديه دوافع تحفزه للعمل والإنجاز فإنه يتوقف أو يفشل في تحقيق ما يريد، وكلما كانت دوافعه قوية وكبيرة كانت النتائج باهرة وعظيمة!

في عام 1990 خاض الملاكم الصاعد المغمور في ذاك الوقت «جيمس باستر دوجلاس» مباراة تعد من المستحيل الفوز فيها بالنسبة له حسب رهانات الجمهور ضد بطل العالم في الملاكمة للوزن الثقيل «مايك تايسون» الذي كانت المباراة تعد سهلة نسبيا له في مدينة طوكيو اليابانية؛ كانت التوقعات تصب في صالح «تايسون» للفوز بالمباراة ولا سيما أنه كان في أوج مجده الرياضي، ولم يكن أسوأ المتشائمين يتوقع هزيمته، لكن الجمهور صدم عندما سقط «تايسون» في الجولة العاشرة بالضربة القاضية من خصمه، وخسارته أول مباراة في مسيرته المهنية من ملاكم مغمور بعد 37 فوزا دون خسارة!

عندما سئل «دوجلاس» بعد المباراة عن دوافعه القوية التي جعلته يتحدى بطل العالم ويهزمه على الرغم من أنه كان قد سقط على أرض الحلبة بالضربة القاضية وتلقى العديد من اللكمات المؤلمة التي أسقطته أرضا إلا أنه كان في كل مرة يقف من جديد ويلاكم خصمه بكل ما أوتي من قوة؛ بالإضافة إلى أن غالبية الاحتمالات كانت تشير إلى فوز خصمه أجاب بأن والدته كانت تقول للجميع إنه سيهزم «تايسون»، ولكنها توفيت قبل موعد المباراة بيومين، وكان ذلك الحدث قد أعطاه دافعا قويا لكي يلاكم بقوة ويقاوم اللكمات التي تلقاها من خصمه وينتصر عليه. أقولها لكم ببساطة كانت دوافعه أقوى من اللكمات والضربات التي تلقاها من خصمه فهي التي وجهت سلوكه وقادته إلى تحقيق الفوز على بطل العالم!

«إبراهيم الفقي» تحدث في كتابه «المفاتيح العشرة للنجاح» عن الدوافع وأثرها في إنجاز الأعمال، وأنها هي السبب في أن يقوم الإنسان العادي بعمل أشياء أعلى من المستوى العادي ويصل إلى نتائج عظيمة باهرة؛ فهي القوى الكامنة وراء نجاح الإنسان، كما أنها توضح التباين في حياة الأشخاص، وهي التي تدفع الإنسان إلى أن يزرع الزهور بنفسه بدلا من أن ينتظر غيره ليقدمها له!

أخيرا، إذا لم تتعرف على دوافعك أو إذا كانت دوافعك ضعيفة ستتعرض للسقوط والهزيمة كل يوم، ولذلك ثق تماما يا صديقي أن الحياة بكل ما فيها من تعقيدات ستلكمك وتضربك كثيرا ولكن اجعل دوافعك أقوى من لكماتها وضرباتها، حتى لو سقطت، قف مجددا على قدميك وواصل سيرك لتحقيق ما تريد، ولا تدع شيئا يهزمك أو يقف عائقا في طريقك!

الأكثر قراءة