آفة التقليد
الثلاثاء - 04 أبريل 2017
Tue - 04 Apr 2017
يعد التقليد من الصفات المذمومة في شتى المجالات الدينية أو الاجتماعية، إذ المقلد لا يضيف لساحة المعرفة شيئا، وإنما هو محض نسخة طبق الأصل من فلان وفلان، وأن من مجالات المعرفة التي يكثر فيها التقليد هو المجال الشرعي والديني، هذا المنهج غير العلمي الذي سلكه بعض مدعي العلم وطلبه، مع أن العلماء كانوا يحذرون أشد التحذير منه ومن سلوكه، فهذا الإمام محمد بن علي الشوكاني يذم في كتابه «القول المفيد في حكم التقليد» التقليد ويذم فاعله، والتقليد «من وجهة نظري» هو أخطر من الخطر ذاته، إذ إن المقلد يأخذ هذا القول من هذا العلم أو ذاك من غير تمحيص أو تدقيق أو نظر في الأدلة التي استند عليها في رأيه، وإنما يأخذ هذا الرأي إما لتبعية عمياء أو لهوى أو من أجل التبجح في المجالس بقوله «كما قال شيخنا» أو «هذا ما ذهب إليه شيخنا»، وهذا التقليد ليس ببعيد عن قول كفار مكة في سبب عبادتهم للأصنام والأوثان من دون الله: (بل قالوا إنا وجدنا آباءنا علىٰ أمة وإنا علىٰ آثارهم مهتدون).
ولذلك الناظر في حال السلف الصالح يرى المنهج الحق في ذم تقليدهم أو تقليد غيرهم، وخذ مثلا الأئمة الأربعة على سبيل المثال لا الحصر، وانظر إلى حالهم مع طلابهم وكيف كانوا يحثونهم على البعد عن التقليد، فقد روى ابن حزم بسنده عن المازني، عن الشافعي أنه نهى الناس عن تقليده وتقليد غيره، وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ورضي عنه «لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الثوري ولا الأوزاعي، خذ من حيث أخذوا»، وقال «من قلة فقه الرجل أن يقلد في دينه الرجال»، فهذه هي أقوال الأئمة الكبار في التقليد، ومع ذلك يخرج قليل العلم والمعرفة وينكر على العلم الذي نظر في الأدلة فيخرح بقول يخالف فيه ما عليه هو أو ما عليه شيخه، ثم يحول هذه المسألة إلى عداوة شخصية!
أقول: ماذا قدم لنا التقليد؟ لم يقدم لنا التقليد إلا الفئات الباغية والنزاع والصراع بين الطوائف، ولم يقتصر على ذلك فحسب، بل تعدى إلى الصراع بين الأوطان والبلدان الصديقة، فالواجب علينا كمسلمين ألا نحجر واسعا، ونترك المجال للتجديد وترك التعصب للآراء والتقليد الأعمى.
ولذلك الناظر في حال السلف الصالح يرى المنهج الحق في ذم تقليدهم أو تقليد غيرهم، وخذ مثلا الأئمة الأربعة على سبيل المثال لا الحصر، وانظر إلى حالهم مع طلابهم وكيف كانوا يحثونهم على البعد عن التقليد، فقد روى ابن حزم بسنده عن المازني، عن الشافعي أنه نهى الناس عن تقليده وتقليد غيره، وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ورضي عنه «لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الثوري ولا الأوزاعي، خذ من حيث أخذوا»، وقال «من قلة فقه الرجل أن يقلد في دينه الرجال»، فهذه هي أقوال الأئمة الكبار في التقليد، ومع ذلك يخرج قليل العلم والمعرفة وينكر على العلم الذي نظر في الأدلة فيخرح بقول يخالف فيه ما عليه هو أو ما عليه شيخه، ثم يحول هذه المسألة إلى عداوة شخصية!
أقول: ماذا قدم لنا التقليد؟ لم يقدم لنا التقليد إلا الفئات الباغية والنزاع والصراع بين الطوائف، ولم يقتصر على ذلك فحسب، بل تعدى إلى الصراع بين الأوطان والبلدان الصديقة، فالواجب علينا كمسلمين ألا نحجر واسعا، ونترك المجال للتجديد وترك التعصب للآراء والتقليد الأعمى.