الحارة والأتاريك.. تراث!
الثلاثاء - 04 أبريل 2017
Tue - 04 Apr 2017
بفضل الله تعالى، تشتهر المملكة بكثير من المعالم الأثرية التي يسجل التاريخ عبقها الفواح، وإطلالتها الجميلة بعراقة الماضي الأصيل، بيوتات وقلاع تمثل جزءا من تراث ماضي الآباء والأجداد، وتشهد قصة كفاح بنائها ذي النقش الجميل، الذي بلا شك يدل على حبهم للجودة والإتقان، بيوتات امتزج فيها الطين والحجر والخشب، بما يجعلها مفخرة لتلك الأجيال، مع اختلاف عناصر ومواد بنائها، بما يتواءم وطبيعة بلادنا المناخية وتضاريسها المختلفة، على امتداد وطننا المترامي الأطراف.
إنه حقا الزمن الجميل الذي شهدته بيوتاتنا القديمة المتلاصقة، بأزقتها الضيقة السائدة في تلك الحقبة التاريخية، المعتمدة على ما تجود به طبيعة كل منطقة، جبلية كانت أو سهلية أو ساحلية، عشقتها القلوب وتغنى بها الشعراء، لما تفوح به من الذكريات الجميلة، نعم إنها حارات بلادي المنتشرة في كل مناطق المملكة، ومن الطبيعي أن يرتبط الإنسان بماضيه، الذي يعني له الذكريات والتاريخ والهوية والتراث، لأمجاد لا تنفصل عراها عن حاضر الإنسان ومستقبله، وللحي السكني القديم ببساطته وساحاته الترابية ومبانيه الطينية والحجرية.
أشجان تدمع لها عيون من يتذكرون تلك الأجواء الأسرية، وفي جنباتها الدفء والمودة والجلسات الهادئة التي ألفها الأهل والأصحاب، بعفوية نكاد نفتقدها في زمننا الحاضر الذي طغت عليه تلك المخططات السكنية والأبراج الإسمنتية الشاهقة. وما شدني للحنين والكتابة عن الحارة وأتاريكها تشرفي بزيارة احتفالية الحارة المكية بمكة المكرمة التي أدارها باحترافية الشيخ المكي عادل أمين حافظ، وقدم برامجها المسرحية الإعلامي المتألق ماجد المفضلي، وبرعاية كريمة من إمارة المنطقة وأمانة العاصمة المقدسة، وكذلك تشرفت بزيارة احتفالية جدة التاريخية، في نسختها الرابعة وشعارها (أتاريك جدة) الذي يرمز لحياتنا القديمة قبل الكهرباء، وأشرف عليها بعناية وحسن تنظيم يفوق الوصف ابن مكة البار زكي عبدالتواب حسنين، وبرعاية كريمة من سمو محافظ جدة، صاحب المبادرات الجاذبة للسياحة الوطنية، بما يرتقي ونشاطات هيئة السياحة والآثار، وروح الشباب في أميرها، المتطلع لمزيد من الاستثمارات السياحية في ربوع بلادي، وإشراف أمانة جدة والجهات الأمنية.
تجولت في حارات مكة وجدة فوجدتها متشابهة، للترابط التاريخي والعائلي بينها، وتلك البيوتات القديمة التي ساهمت الجهات المعنية بالحفاظ على أطلالها، لتبقى شاهدا ودليلا على عراقة الماضي وأصالة المنطقة وأهلها، تجولت في الحارات وعاد بي الحنين لزوايا بيوتاتنا القديمة، وأهلها الطيبين البسطاء في مأكلهم ومشربهم، ليبقى عبق أطلالهم يفوح ليذكرنا ببعض المسميات التي اندثرت، وعلى سبيل المثال، تحوي بيوتاتنا القديمة على (الديوان) ويسمونه المجلس لاستقبال الضيوف، ويشتمل عادة على (منقل) الجمر وأدوات القهوة والشاي، و(المركّب) المطبخ الذي رغم بساطة (دوافير) القاز المستخدمة فيه، إلا أنه كان مصنعا لأطيب المأكولات، كانت تدير شؤونه أمهاتنا وأخواتنا أجزل الله لهن المثوبة، و(الدهليز) هو المدخل الرئيس للبيت بذلك الباب الخشبي وأقفاله المتعددة، و(المبيت) سطح البيت يستخدمونه للنوم في ليالي الصيف، و(للناموسية) ذات القماش الخفيف قصص وحكايات أنجبت العشرات، و(الروشان) شبابيك منقوشة بحرفية عالية، بها فتحات تداعب نسمات الهواء العليل، تضاهي المكيفات الحالية، وتحافظ على خصوصيات أهل الدار، تناظر من خلفها حواء ذلك الزمن بعفافها، ومشهد (مركاز) العمدة ودوره في حفظ الأمن حاضر في تلك الحارات، وشاهدت أيضا (الكتاتيب) ودور العلم و(الفلكة) والمعلم الذي كانوا ينادونه بالفقيه، باعتباره موسوعة في علوم الدين والحساب والفصحى، وفي (السقا) بائع الماء المتجول بين الحارات، إشارة واضحة إلى اهتمام ذلك الجيل بالنظافة، المصحوبة بما ينادي به المسؤولون لترشيد الاستهلاك، وحتى البسطات والدكاكين والباعة الجوالة، كانت حاضرة بعناية في مهرجانات الحارات التي لمست فيها إقبالا عائليا لكل فئات المجتمع الثقافية والعمرية، بما يؤكد تعطشنا إلى تلك الاحتفاليات التي تنمي ثقافة الأجيال الحالية، وتثري معارفهم بتاريخ آبائهم وأجدادهم، وفيها مزيد إيعاز لحمد الله تعالى على ما تنعم به المملكة من الأمن والسلام ورغد العيش الذي ساهمت فيه حكومتنا السعودية حفظها الله بالإنفاق السخي على كل مناحي الحياة، وفي الختام أناشد أمناء البلديات بالحفاظ على ما بقي من تراثنا التاريخي ليبقى شاهدا ودليلا.
إنه حقا الزمن الجميل الذي شهدته بيوتاتنا القديمة المتلاصقة، بأزقتها الضيقة السائدة في تلك الحقبة التاريخية، المعتمدة على ما تجود به طبيعة كل منطقة، جبلية كانت أو سهلية أو ساحلية، عشقتها القلوب وتغنى بها الشعراء، لما تفوح به من الذكريات الجميلة، نعم إنها حارات بلادي المنتشرة في كل مناطق المملكة، ومن الطبيعي أن يرتبط الإنسان بماضيه، الذي يعني له الذكريات والتاريخ والهوية والتراث، لأمجاد لا تنفصل عراها عن حاضر الإنسان ومستقبله، وللحي السكني القديم ببساطته وساحاته الترابية ومبانيه الطينية والحجرية.
أشجان تدمع لها عيون من يتذكرون تلك الأجواء الأسرية، وفي جنباتها الدفء والمودة والجلسات الهادئة التي ألفها الأهل والأصحاب، بعفوية نكاد نفتقدها في زمننا الحاضر الذي طغت عليه تلك المخططات السكنية والأبراج الإسمنتية الشاهقة. وما شدني للحنين والكتابة عن الحارة وأتاريكها تشرفي بزيارة احتفالية الحارة المكية بمكة المكرمة التي أدارها باحترافية الشيخ المكي عادل أمين حافظ، وقدم برامجها المسرحية الإعلامي المتألق ماجد المفضلي، وبرعاية كريمة من إمارة المنطقة وأمانة العاصمة المقدسة، وكذلك تشرفت بزيارة احتفالية جدة التاريخية، في نسختها الرابعة وشعارها (أتاريك جدة) الذي يرمز لحياتنا القديمة قبل الكهرباء، وأشرف عليها بعناية وحسن تنظيم يفوق الوصف ابن مكة البار زكي عبدالتواب حسنين، وبرعاية كريمة من سمو محافظ جدة، صاحب المبادرات الجاذبة للسياحة الوطنية، بما يرتقي ونشاطات هيئة السياحة والآثار، وروح الشباب في أميرها، المتطلع لمزيد من الاستثمارات السياحية في ربوع بلادي، وإشراف أمانة جدة والجهات الأمنية.
تجولت في حارات مكة وجدة فوجدتها متشابهة، للترابط التاريخي والعائلي بينها، وتلك البيوتات القديمة التي ساهمت الجهات المعنية بالحفاظ على أطلالها، لتبقى شاهدا ودليلا على عراقة الماضي وأصالة المنطقة وأهلها، تجولت في الحارات وعاد بي الحنين لزوايا بيوتاتنا القديمة، وأهلها الطيبين البسطاء في مأكلهم ومشربهم، ليبقى عبق أطلالهم يفوح ليذكرنا ببعض المسميات التي اندثرت، وعلى سبيل المثال، تحوي بيوتاتنا القديمة على (الديوان) ويسمونه المجلس لاستقبال الضيوف، ويشتمل عادة على (منقل) الجمر وأدوات القهوة والشاي، و(المركّب) المطبخ الذي رغم بساطة (دوافير) القاز المستخدمة فيه، إلا أنه كان مصنعا لأطيب المأكولات، كانت تدير شؤونه أمهاتنا وأخواتنا أجزل الله لهن المثوبة، و(الدهليز) هو المدخل الرئيس للبيت بذلك الباب الخشبي وأقفاله المتعددة، و(المبيت) سطح البيت يستخدمونه للنوم في ليالي الصيف، و(للناموسية) ذات القماش الخفيف قصص وحكايات أنجبت العشرات، و(الروشان) شبابيك منقوشة بحرفية عالية، بها فتحات تداعب نسمات الهواء العليل، تضاهي المكيفات الحالية، وتحافظ على خصوصيات أهل الدار، تناظر من خلفها حواء ذلك الزمن بعفافها، ومشهد (مركاز) العمدة ودوره في حفظ الأمن حاضر في تلك الحارات، وشاهدت أيضا (الكتاتيب) ودور العلم و(الفلكة) والمعلم الذي كانوا ينادونه بالفقيه، باعتباره موسوعة في علوم الدين والحساب والفصحى، وفي (السقا) بائع الماء المتجول بين الحارات، إشارة واضحة إلى اهتمام ذلك الجيل بالنظافة، المصحوبة بما ينادي به المسؤولون لترشيد الاستهلاك، وحتى البسطات والدكاكين والباعة الجوالة، كانت حاضرة بعناية في مهرجانات الحارات التي لمست فيها إقبالا عائليا لكل فئات المجتمع الثقافية والعمرية، بما يؤكد تعطشنا إلى تلك الاحتفاليات التي تنمي ثقافة الأجيال الحالية، وتثري معارفهم بتاريخ آبائهم وأجدادهم، وفيها مزيد إيعاز لحمد الله تعالى على ما تنعم به المملكة من الأمن والسلام ورغد العيش الذي ساهمت فيه حكومتنا السعودية حفظها الله بالإنفاق السخي على كل مناحي الحياة، وفي الختام أناشد أمناء البلديات بالحفاظ على ما بقي من تراثنا التاريخي ليبقى شاهدا ودليلا.