عبدالحليم البراك

هلا والله بالخميس

يمين الماء
يمين الماء

الاثنين - 03 أبريل 2017

Mon - 03 Apr 2017

اعتاد الشباب الترحيب بيوم الخميس من كل أسبوع بعبارة أو أغنية أو نكتة بهدف الفرح بهذه الإجازة، والحقيقة أن الجمعة والسبت يستحقان الترحيب من الذين يعملون بجد، لكن هناك من تستغرب فرحته بالخميس وهو أصلا يوم الأربعاء لم يداوم، ويوم الخميس وقع في دفاتر الحضور والانصراف وغادر مباشرة، ولا يخطط في الحضور مبكرا يوم الأحد، وتتساءل: تفرح بالإجازة ونصف أسبوعك إجازة؟ وهلا والله بالخميس!



كما يستغرب ممن يفرح بالخميس وهو خامل في مكتبه، لأنه سهران الاثنين والثلاثاء والأربعاء في استراحات أصدقائه حتى قبيل الفجر، والسؤال عند فرحتك بالخميس ماذا ستفعل بالضبط: هل ستسهر حتى الظهر؟ أنت كل يوم سهران للظهر في الدوام!

لكن تخيل أيها الفرح بالخميس أن تصبح وتكتشف أن اليوم هو الاثنين وليس الجمعة ما هو موقفك!



بعض الناس يسهرون في أيام الأسبوع أكثر من أيام العطل، بسبب أن أطفالهم ينامون مبكرين في أيام الأسبوع، أما في الإجازة فما إن ينتصف الليل حتى تبدأ طلباتهم (نريد أن نعود للبيت، أو نريد أن نذهب لأقربائنا مجتمعين، أو نبي نطلب من مطعم، أو حرام في الإجازة ونحن في البيت) وهلا والله بالخميس.



نعرف أصدقاء في الإجازات الطويلة يدعون الله أن يعيد المدارس لأطفالهم، وسيدة تدعو أن يعيد الدوام لزوجها «الغثيث» «المسنتر» في البيت لا يخرج بل يصدر الأوامر، والزوج الذي يتمنى عودة زوجته المعلمة للمدرسة؛ لأنه ما إن يعد من دوامه مرهقا الساعة الثانية والنصف ظهرا إلا ويظهر على زوجته المجازة أنها للتو استيقظت من نومها وتتمطط و»تتمغط» وتقول له «وين نبي نروح اليوم» وهو لحظتها لا يبحث إلا عن غدائه والوسادة، وهلا والله بالخميس.



نعود لهؤلاء الذين يفرحون بالخميس وحياتهم كلها خميس في خميس، ماذا يختلف الخميس عن باقي أيام الأسبوع كي يفرح به، إن كان على السفر فهو يسافر في وسط الأسبوع أرخص للأسعار في التذاكر والفنادق، وإن كان على السهر؛ فهو يسهر سواء خميس أو جمعة أو اثنين حتى الفجر، وإن كان على الأصدقاء فهو يراهم كل يوم، وإن كان على ضغط العمل فالعمل ليس إلا حضور وانصراف عند بعضهم، وهلا والله بالخميس!



الغريب جدا أكثر الناس فرحا بالخميس هم الأكثر كسلا، والأكثر ترديدا «هلا بالخميس» هم الصغار الذين في أول الحياة، الذين لو تلقوا نصيحة من مسن لكانت: اعمل الآن لترتاح حتى تكبر!



تحية للأب الذي يعمل حتى المساء ويعتني بأطفاله، وللأم المعلمة التي تعمل في محو الأمية لتزيد دخل أسرتها لتعيش حياة كريمة، وطبيبة تعمل في المساء لتساعد نفسها وأسرتها، والناس هؤلاء من يستحق أن يقول «هلا والله بالخميس» على الرغم من أننا الآن في يوم الثلاثاء!