عبدالله المزهر

وهو كذلك أيتها الأشياء!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 03 أبريل 2017

Mon - 03 Apr 2017

قرأت مقالا للدكتور مسفر القحطاني بعنوان (هيبة المغالطات الفقهية.. مسألة المعازف أنموذجا)، وقد أكد في أكثر من موضع في المقال على أنه لا يهدف إلى الفتوى ولا إلى ترجيح رأي على آخر، وأن غاية المقال وهدفه هو أن يبين الخلل المنهجي الذي ظهر له أثناء بحثه لتلك المسألة، ويعني بذلك «القطعية» في التحريم أو التحليل في المسائل الخلافية، واستخدم المعازف في مقاله كمثال فقط لإيصال فكرته. وأعتقد أنه كان مثالا ناجحا، لأن مجرد الحديث عن أن المعازف «مسألة خلافية» سيكون مدعاة للهجوم حتى وإن كان القائل بأنها خلافية يرجح تحريمها.



والحقيقة أن الفكرة التي تحدث عنها الدكتور واضحة لم تكن تحتاج إلى دليل، ولكن الدليل أتى من خلال الردود على المقال، فكانت غالبية الردود تتحدث عن حكم المعازف بشكل قطعي. وهو عين ما كان الدكتور «يدندن» حوله في مقاله.



أما ما أدندن حوله أنا في مقالي العظيم هذا فهو أن «ديكتاتورية» الجمهور قد تكون أحيانا هي العائق الوحيد الذي يمنع كثيرا من أصحاب الرأي من قول رأيهم الحقيقي الذي يؤمنون به. وأعرف شخصيا بشحمي ولحمي أشخاصا لهم آراء في كثير من الأمور الفقهية والحياتية والسياسية غير تلك التي يغردون بها في تويتر أو يقولونها في خطبهم ومحاضراتهم ودروسهم، لأنهم يخشون «سخط» الجمهور، ولا يريدون أن يصدعوا رؤوسهم بقضايا ونقاشات يعتقدون أن اختلاف القناعات فيها لا يشكل فارقا.



وأعترف أن كثيرا من قناعاتي تغيرت بعد أن لامست هذا الأمر وعرفته عن قرب، ورأيت بأم عيني وأبيها من يعيش حياته بطريقة، ويطلب من الآخرين أن يعيشوا حياتهم بطريقة أخرى، لأنه لا يريد أن يكون في مرمى نيران الأتباع الذين تبعوه من أجل آراء هو نفسه غير مؤمن بها.



وعلى أي حال..

حتى في كرة القدم، فإن الجماهير والمحبين للفريق أكثر تعصبا وعنفا وتعرضا للضغوط من اللاعبين أنفسهم، الذين يلعبون غالبا من أجل الاستمتاع والمقابل المادي المجزي.



[email protected]