مئة عام على احتلال القدس

الاحد - 02 أبريل 2017

Sun - 02 Apr 2017

هل فقدنا الأمل ويئسنا منها؟ هل أوقفنا العمل من أجلها؟ وهل الحديث عنها بات من الماضي؟ هل وهل وهل؟

الأقصى، القدس، فلسطين. كلمات باتت غير ظاهرة في الساحة والإعلام كسابق عهدها، ولا ننكر بأنها اختفت خلف القضايا الأخرى (سوريا، العراق، اليمن) رغم أهميتها الشديدة بينها. كيف لا وهي التي حتى عامنا هذا أتمت قرنها الأول (مئة عام) بالكمال والتمام. ففي عام 1947 أعلنت ما تسمى إسرائيل قيام دولتها رسميا، مهلا..! إعلان دولتهم كان بعام 1947 ونحن بعام 2017، هذه 70 عاما، فكيف أصبحت مئة عام؟ نعم، لم نقل بأن إسرائيل هي من بدأت بالاحتلال، فهناك من مهد لها الطريق وسلمها المفتاح على طبق من ذهب، ألا وهو الانتداب البريطاني الذي دخل فلسطين عام 1917 ونحن بعام 2017 فهذه مئة كاملة، ونستدل بما سبق أن قبل هذا التاريخ لم تكن توجد أي سلطة يهودية أو إسرائيلية بأرض فلسطين، فليس لهم أي حق في هذه الأرض المباركة، إضافة إلى ذلك وحتى تاريخنا هذا لم يجدوا أيا من الآثار التي يدعون وجودها والتي يبحثون عنها طوال فترة تواجدهم. ليس هذا موضوعنا ولا يهمنا الآن كل هذا، ولو تشعبنا في الموضوع لخرجنا بكتب ومجلدات، وما يهمنا هو كيف نعيد قضية فلسطين إلى الساحة؟ كيف نستدرجها على الطاولة من جديد؟ وكيف نجعل أبناءنا يتعلقون بالمسجد الأقصى الذي لا يعرف عنه أحد سوى أنه مسجد محتل! أسئلة كثيرة تفتقد أجوبة واضحة، فينبغي لنا نحن أن نجيب عنها. أليس من حقنا كمسلمين أن نصلي متى ما نشاء بالمسجد الأقصى؟ أليس من حقنا كمسلمين الذهاب لمدينة القدس الذي قال عنها سبحانه وتعالى (الأرض التي باركنا حولها). فالواجب علينا جميعا أن نذكر ونتذكر أقصانا المبارك ومعالمه التاريخية (كالمساجد التي بداخلها والقباب الخلابة والمصاطب العلمية والمنابر الشريفة) فلكل معلم من المعالم قصة وتاريخ للصحابة والتابعين والصالحين والعلماء - رضوان الله عليهم أجمعين - فعلى المسؤولين جميعا (أخص منهم القطاعات التعليمية) التفكير مليا بإعادة النظر في طرح مواضيع عن المسجد الأقصى والقدس وفلسطين، حتى لا ينسى جيلنا القادم مسرى رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

وأكثر ما يحزننا أثناء المناقشة بهذا الموضوع، أحدهم إن قال (إن اليهود لهم حق بأرض فلسطين)، حينها لن نفقد الأمل، بل يزيدنا ذلك إصرارا بالاهتمام والتعلم لهذه القضية المباركة لنشر الثقافات والمعلومات الصحيحة والموثوقة تاريخيا حتى تعود لأصحابها.

ختاما، مئة عام انقضت كلها سنين من الانكسار والألم.

ومئة عام ستأتي كلها زمن الشموخ والأمل.

وحتما سنصلي في الأقصى إن شاء الله.